غطرسة لا حدود لها

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- راتب شاهين:

غطرسة وفرعنة لا حدود لها، النهج الذي يتبعه الغرب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الذي أسس على ‏نتائجها نظامه العدواني – الاستغلالي، تجاه الشعوب، حزم من العقوبات بكل اتجاهات المعمورة، ‏مصادرة ثروات، احتكار التقنيات التكنولوجية، فرض ثقافته الأحادية والفردانية، في محاولة لسلب ‏الشعوب عاداتها وثقافتها الاجتماعية.‏

كل حين وآخر، فرض حزم من العقوبات تحت مسميات غريبة، من خارج القوانين والمنظمات الدولية، ‏وقد أصبحت عادة للدول الغربية، كالعقوبات المتواصلة على سوريا، طالت البشر والحجر، والتي لا ‏يمكن تبريرها لا بواقع اليوم ولا بالقوانين الدولية، إلّا بما يريده الكيان الصهيوني في فلسطين.‏

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أكد أنّ العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تعوق جهود ‏إعادة الإعمار وتمكين السوريين من العودة لحياتهم الطبيعية.‏

هل حقاً يريد الغرب استقرار سوريا، إذا كان كذلك وعند ادعاءاته، فعليه رفع كل العقوبات، وزير ‏الخارجية أوضح «أن استقرار سوريا مرتبط برفع العقوبات».‏

أماكن ودول أخرى من العالم يواصل الغرب سياسة العقوبات ضدها، والغريب أنه يفرض عقوبات في ظل بدء ‏المحادثات بين الدول لإيجاد الحلول، وكأن هذه العقوبات شيء منفصل تماماً، فأي محادثات للسلام مع ‏مزيد من التهديدات والعقوبات.‏

‏ في ظل المحادثات البنّاءة بين موسكو وواشنطن في الرياض، حول مسألة أوكرانيا، والكلام المتفائل من ‏الرئيسين الروس والأمريكي، أعلنت بريطانيا فرض أكبر حزمة عقوبات منذ عام 2022، ضد موسكو.‏

وزارة الخارجية البريطانية أشارت في بيان أنّ العقوبات الجديدة البالغ عددها أكثر من 100، تهدف إلى ‏إضعاف القوة العسكرية لروسيا، وأنها تشمل أيضاً شخصيات رفيعة المستوى ، و13 منظمة روسية  ‏وعقوبات على قطاع النفط، هذا في ظل الحديث عن السلام !.‏

المقولة المتداولة وغير الجديدة للشاعر الإنكليزي كيبلينغ: «الشرق شرق، والغرب غرب ولن يلتقيا أبداً». ‏أكدت الأيام والسياسة البريطانية مصداقيتها، فلا يمكن نسفها مهما حاول أصحاب النيات الطيبة عدم ‏تكريسها، لأن الغرب لا يريد أن يلتقي حضارياً مع الشعوب الأخرى، والذي يراها بمنظار «غير طبيعي ‏وغير إنساني»، وإنها وجدت فقط ليتم استغلالها من قبل أصحاب نظرية  «المليار الذهبي».‏

هذا الغرب سيبقي على غطرسته، مادام لا يعترف بثقافات الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، إلى أجل ‏غير مسمى، لكن للشعوب كلمات تؤكد عمقها الحضاري لابدّ أن يفهمها الغرب.‏

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار