الحرية- راتب شاهين:
غطرسة وفرعنة لا حدود لها، النهج الذي يتبعه الغرب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الذي أسس على نتائجها نظامه العدواني – الاستغلالي، تجاه الشعوب، حزم من العقوبات بكل اتجاهات المعمورة، مصادرة ثروات، احتكار التقنيات التكنولوجية، فرض ثقافته الأحادية والفردانية، في محاولة لسلب الشعوب عاداتها وثقافتها الاجتماعية.
كل حين وآخر، فرض حزم من العقوبات تحت مسميات غريبة، من خارج القوانين والمنظمات الدولية، وقد أصبحت عادة للدول الغربية، كالعقوبات المتواصلة على سوريا، طالت البشر والحجر، والتي لا يمكن تبريرها لا بواقع اليوم ولا بالقوانين الدولية، إلّا بما يريده الكيان الصهيوني في فلسطين.
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أكد أنّ العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تعوق جهود إعادة الإعمار وتمكين السوريين من العودة لحياتهم الطبيعية.
هل حقاً يريد الغرب استقرار سوريا، إذا كان كذلك وعند ادعاءاته، فعليه رفع كل العقوبات، وزير الخارجية أوضح «أن استقرار سوريا مرتبط برفع العقوبات».
أماكن ودول أخرى من العالم يواصل الغرب سياسة العقوبات ضدها، والغريب أنه يفرض عقوبات في ظل بدء المحادثات بين الدول لإيجاد الحلول، وكأن هذه العقوبات شيء منفصل تماماً، فأي محادثات للسلام مع مزيد من التهديدات والعقوبات.
في ظل المحادثات البنّاءة بين موسكو وواشنطن في الرياض، حول مسألة أوكرانيا، والكلام المتفائل من الرئيسين الروس والأمريكي، أعلنت بريطانيا فرض أكبر حزمة عقوبات منذ عام 2022، ضد موسكو.
وزارة الخارجية البريطانية أشارت في بيان أنّ العقوبات الجديدة البالغ عددها أكثر من 100، تهدف إلى إضعاف القوة العسكرية لروسيا، وأنها تشمل أيضاً شخصيات رفيعة المستوى ، و13 منظمة روسية وعقوبات على قطاع النفط، هذا في ظل الحديث عن السلام !.
المقولة المتداولة وغير الجديدة للشاعر الإنكليزي كيبلينغ: «الشرق شرق، والغرب غرب ولن يلتقيا أبداً». أكدت الأيام والسياسة البريطانية مصداقيتها، فلا يمكن نسفها مهما حاول أصحاب النيات الطيبة عدم تكريسها، لأن الغرب لا يريد أن يلتقي حضارياً مع الشعوب الأخرى، والذي يراها بمنظار «غير طبيعي وغير إنساني»، وإنها وجدت فقط ليتم استغلالها من قبل أصحاب نظرية «المليار الذهبي».
هذا الغرب سيبقي على غطرسته، مادام لا يعترف بثقافات الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، إلى أجل غير مسمى، لكن للشعوب كلمات تؤكد عمقها الحضاري لابدّ أن يفهمها الغرب.