فرصة بألف فرصة..!

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- سامي عيسى:

سنوات كثيرة مضت من عمر السوريين، لم يعرفوا فيها إلا الدمار والخراب، وحرب خطيرة، تجاوزت مفرداتها كل معقول، وحساباتها أيضاً تجاوزت كل مألوف، من تدمير للبنى التحتية والخدمية والتراثية لبلدنا، لا لذنب اقترفه، بل لرفضه الظلم، ودافع عن نفسه وكرامته..!
وبالتالي هذا الأمر لا يمكن تجاهله في حسابات الدول التي دعمت ذلك، واستخدمت كل شيء  في  تدمير  وتخريب” البنية السورية” التي بنيت منذ مئات السنين، معولة على فرصة المشاركة في إعادة إعمار ما خرب ودمر، من بنى اقتصادية وخدمية، وحتى العلمية..!
لكن الحسابات اختلفت عندهم، وهذه لم تتوافق مع حسابات الحقل السوري، على الرغم من تدافع تلك الدول للمشاركة في إعادة الإعمار عبر أدواتهم في الداخل والخارج، وخاصة أن هناك منظرين كثراً عبر مؤسسات دولية وغيرها، تحاول الدخول من هذا الباب، إلا أن “الخبز السوري” محرم عليهم ومن معهم من المتآمرين على سوريتنا..؟
فإعادة إعمار ما خربته “آلة الحرب” مرهون فقط بحسابات أصحاب الحقل، الذي تنطبق عليه الحالة الوطنية الخالصة من المكون السوري، من تجار وصناعيين وأصحاب رؤوس أموال وغيرهم، والحالة الوجدانية والأخلاقية للأصدقاء الذين وقفوا ومازالوا مع الحق المتجسد في استقلالية وصيانة  القرار السوري.
هؤلاء يحق لهم الحديث عن إعادة الإعمار، ووضع خارطة جديدة لبناء وترميم بنية الدولة الاقتصادية والخدمية، وتدعيم مكوناته الصناعية والزراعية والتجارية والخدمية وغيرها من المكونات الأساسية،
لذلك لابد من العمل على استثمار المكون المحلي، وخاصة لجهة رأس المال، والإمكانات المادية المتوافرة، العامة والخاصة منها, وتكوين شراكات عمل من شأنها المشاركة الفعالة في إعادة الإعمار، وتوفير مستلزماتها بصورة تسمح مشاركة الجميع، وخاصة أنه لدينا مؤسسات ما زالت تحتفظ بملاءتها المالية على المستويين العام والخاص، وتؤمن الركيزة الأساسية، والتحضير لما هو قادم, والدخول بشكل فعلي للمشاركة في إعادة بناء البنية الصناعية للشركات العامة والخاصة، من خلال توفير رأس المال وفق صيغة تشاركية واضحة، تضمن المنفعة المتبادلة للجميع، وخاصة أن الشركات الصناعية والخدمية، تحتاج لرأس المال لإعادة ترتيب أوراقها من خلال الحسابات الخاصة للحقل السوري، بعيداً عن مواقع الضغط، ومواقع النفوذ، التي تفرض أجندات تختلف مع حسابات المصلحة الوطنية، وهذا جل ما نتمناه خلال المرحلة المقبلة أن تكون الحسابات من منطلق التشاركية والمنفعة المتبادلة، لا من حسابات المصالح الشخصية الضيقة..!
والفرصة اليوم بين أيدينا” نحن السوريين” معرض دمشق الدولي الذي يحمل الكثير من مكونات رأس المال، وأهل الخبرة في الاستثمار والإنتاج، وأهل التقنية والتكنولوجية، والجدية الكبيرة في التعاون المثمر لإحداث نقلة نوعية في البنية الاقتصادية السورية، والتي تبدأ أولى خطواتها بإعادة إعمار ما خربته حرب السنوات الماضية، فهذه فرصة بألف فرصة لابد من استثمارها..!
والسؤال هنا: هل نستطيع نحن “السوريين” الاستفادة من فرصة العمر وتسخير مكوناتها لتحقيق هذه النقلة النوعية على صعيد البناء وتحسين معيشة الناس..؟!
الجواب مرهون بنتائج المعرض وأهل السياسة والاقتصاد..

Issa.samy68@gmail.com

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار