فكرة تبادل الثياب خفّفت معاناة الكثيرين.. اختصاصية: المبادرات بكلّ أنواعها وأشخاصها وجهودها فخر وشرف

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – سراب علي:

لا يخفى على أحد منّا المبادرات الفردية التي يقوم بها بعض الأفراد من منطلق الإنسانية والحب والشعور بالمسؤولية تجاه الغير، فضمن العائلة الواحدة والحي الواحد تتكاتف الأيدي لتقدم العون لمن يحتاجه، حيث خففت فكرة تبادل الثياب بين الأقارب والجيران للصغار والكبار من مصاريف العديد من الأسر، وخاصة أن شراء الملابس لم يعد من أولويات الأسر اليوم.

لاقت إقبالاً

إذ أشار المواطن علاء الذي أعلن عن مبادرة لتبادل الثياب على صفحته على الفيسبوك كغيره من الأشخاص بمختلف المناطق أنه تم جمع ثياب لمختلف الأعمار فالمبادرة لاقت إقبالاً من أصدقائه في العالم الافتراضي ومن أقاربه وجيرانه حيث قدم كل منهم ثياب أبنائه التي لا يحتاجها والتي هي بحكم الجديدة، فتم جمعها وغسلها جميعها وكيها وتقديمها لعدد من الأطفال.

كما أشارت سعاد التي تعمل بالخياطة أنها تكفلّت بإصلاح الثياب المستعملة مجاناً لمن لا يستطيع الدفع وبأسعار أقل مما هو رائج لمن يستطيع، فهناك الكثير من الأشخاص من ذوي الدخل المحدود كما تقول يطلبون إصلاح ملابس أطفالهم أو إعادة تدويرها ليستفاد منها أقاربهم أو أشخاص آخرون، وأكدت أن تدوير الملابس أصبح ثقافة لدى الجميع.

مشروع إنساني
من جهتها، بينت الأخصائية الاجتماعية والتربوية الدكتورة سلوى شعبان أن هذا المشروع الإنساني الخيري مميز ويحمل بوادر المشاركة والألفة الاجتماعية، ويزرع ويوطد أواصر الأخوة الإنسانية فنحن كأبناء وطن واحد تجمعنا النوايا الطيبة والقلب المحب للغير، وهذا المشروع يبشر باستمرارية وجودنا إلى جانب بعضنا البعض في أوقات المحن والصعاب.

وأضافت شعبان: إن مبادرة تأمين الألبسة للأطفال والعائلات المحتاجة بهمة أفراد خيّرين دأبهم العمل الصالح وهمهم زرع الابتسامة والفرح على وجوه الجميع، فهي من المبادرات المعطاءة تبدأ بالفكرة الحسنة والكلمة المباركة والشعور الطيب بالبحث عما يساعدنا لنتفادى أي نقص ونؤمن الاحتياجات المطلوبة لأهالينا وأخوتنا في الوطن، فكم جميل أن ننطلق من بيوتنا حاملين معنا من خزانة ملابسنا وملابس أبنائنا ما نستطيع التبرع فيه وتقديمه للآخرين، فهناك الكثير من الألبسة التي ما زالت صالحة للاستخدام ومنها ما زال جديداً وقد تغير المقاس أو اشترينا الأجدد منها أو أردنا تبادلها مع إخوة لنا، فبدل رميها أو التخلص منها دون فائدة فلماذا لا نجعلها هدية جميلة نظيفة مرتبة مطوية وموضوعة في أكياس تليق بمن سيستفيد منها، تقدّم بامتنان لهم وتعبر عن محبة لأنهم تقبلوها منا دون خجل، فالناس لبعضها في السراء والضراء، وهكذا تعودنا على مجتمعنا السوري الجميل أخوة في كل الظروف والأحوال.

وأكدت الأخصائية الاجتماعية جعل هذه المبادرة الخيرة صورة رائعة الجمال وصفة نتباهى بها وخلقاً حسناً يتحلى به أبناؤنا بمشاركتنا في ترتيب وتنسيق هذه الألبسة وجمعها وتوزيعها على مستحقيها لنزرع في قلوبهم فعل الخير والمثابرة والاجتهاد على المسارعة والتنافس في تقديم العون، فهذا ما يقوي دعائم المجتمع ويزيده تماسكاً وعزة.

وأشارت شعبان إلى أن المبادرات بكل أنواعها وأشخاصها وجهودها فخر وشرف ومساندة للأسر والأفراد وتحدٍّ للظروف الاقتصادية وخطوات مباركة نحو تغيير الحال بما يرضي الجميع.

Leave a Comment
آخر الأخبار