الحرية – لوريس عمران:
عُقدت اليوم في مدرج فرع المؤسسة العامة للحبوب في اللاذقية ندوة حوارية بعنوان “دورك في بناء الدولة ونهضتها”، بحضور مدير الفرع المهندس دانيال حماد، والأستاذ أحمد الهارون، وعدد من رؤساء الدوائر والشعب في المؤسسة السورية لتجارة وتصنيع الحبوب، إلى جانب ممثلين عن الجهات المعنية بالشأنين الاقتصادي والخدمي.
الندوة، التي ناقشت سبل تعزيز دور الفرد في عملية إعادة البناء الوطني، شهدت مداخلات غنية ومداخلات سلطت الضوء على أهمية الالتزام المهني ومكافحة الفساد الإداري والمالي، باعتبارها خطوات جوهرية نحو تحقيق دولة قوية وعادلة.
وأكد مدير مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية وطرطوس، عبد الوهاب سفر، أن المرحلة الحالية تتطلب وعياً عالياً وتعاوناً بين كافة الجهات والكوادر العاملة في المؤسسات.
وكشف سفر في تصريح خاص لصحيفة الحرية عن سلسلة إنجازات تحققت مؤخراً، من أبرزها تطوير وصيانة مطحنة الساحل، وإعادة تفعيلها بكفاءة تشغيلية عالية.خفض النفقات التشغيلية في مؤسسات وزارة الاقتصاد والصناعة بنسبة وصلت إلى 68%، نتيجة ترشيد الإنفاق وآليات العمل.
تحقيق وفر مالي يقدّر بمليار ليرة سورية خلال شهر واحد فقط، وذلك عبر ضبط فروقات أسعار صيانة المخابز.
كما أشار إلى أن المديرية تسعى إلى تغيير الصورة النمطية السلبية للمراقب التمويني، ليغدو عنصراً فاعلاً في حماية حقوق كل من التاجر والمستهلك على حد سواء.
وفي سياق حديثه، لم يُخفِ سفر انتقاده لتجربة “السورية للتجارة”، معتبراً أنها كانت “غطاءً لتبييض الأموال وبيع المواد الفاسدة لمصلحة فئات محددة”، مؤكداً أن العمل في المرحلة القادمة سيكون موجهاً نحو الشفافية والمساءلة والمحاسبة. واختتم بالقول: “نحن نوجّه رسالة واضحة: الجيد يمكن أن يبني مجداً، بينما السيئ قد يحطم أمة.”
كما ألقى خالد مسلماني، من إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الاقتصاد والصناعة، محاضرة تحدث فيها عن أهمية الإنسان في عملية الإعمار، وشدد على أن الموظف الحكومي يشكل لبنة أساسية في إعادة بناء الدولة، داعياً إلى أداء الواجبات بعيداً عن أي مصالح شخصية ضيقة.
وأضاف مسلماني: “سوريا تمتلك إمكانات هائلة، بشرية وطبيعية، لكن استثمارها العادل والصحيح هو التحدي الأكبر. النموذج الياباني بعد الحرب يُعلّمنا أن الشعوب، لا الأنظمة فقط، هي من تصنع النهضة.”
وتضمنت الندوة نقاشات مفتوحة بين المشاركين ركزت على أهمية التعاون بين المؤسسات، وتكريس مفهوم العمل الوطني الجماعي كشرط أساسي للنهوض بسوريا إلى مستوى الدول الفاعلة في محيطها.