الحرية – عمار الصبح :
شهد أحد الحقول المزروعة بالبطاطا في بلدة القنية بالريف الشمالي من درعا، يوماً حقلياً متميزاً جمع المئات من المزارعين والمهندسين الزراعيين والفنيين للاطلاع على تجربة زراعة صنف جديد من البطاطا، أطلق عليه صنف (عائشة)، وهو الصنف الذي تتم زراعته لأول مرة في سوريا، حيث أثبتت النتائج الأولية، وبشهادة الحاضرين، نجاحاً في المؤشرات نظراً للمواصفات الإنتاجية الجيدة لهذا الصنف، وذلك بعد التجارب الحقلية والعلمية التي تمت عليه.
مدير الزراعة في درعا المهندس عاهد الزعبي، أوضح أن اليوم الحلقي الذي نظمته مديرية الزراعة بالتعاون مع نقابة المهندسين الزراعيين، يأتي ضمن سلسلة من النشاطات الإرشادية التي تنفذها المديرية بهدف إطلاع المزارعين على الأصناف الزراعية الجديدة من البذار، والتي يمكن اعتمادها بموثوقية وتحت مظلة الإشراف والرقابة، مبيناً أن صنف البطاطا الجديد (عائشة) هو من الأصناف الجديدة التي تجرب للمرة الأولى، وأثبتت تجربة زراعته أنه ذو إنتاجية جيدة، إذ تتراوح إنتاجية الدونم الواحد بين ٥ إلى ٦ أطنان في الظروف المثالية فضلاً على مقاومته للأمراض وظروف الجفاف.
بدوره، أوضح المهندس توفيق المصري من شركتي (القاسم والعامرية) التي وفّرت البذار من الصنف الجديد للمزارعين، أن الأرض تمت زراعتها بهذا الصنف كتجربة وبعد تنفيذ العمليات الزراعية الحقلية بشكل علمي وبإشراف مهندسي الشركة، جرت خلال اليوم الحقلي عمليات قلع للمحصول، حيث أثبتت نتائج زراعته أنه مناسب جداً وبإنتاجية عالية إذا توفرت له الظروف المثالية من ري وتسميد وعمليات زراعية، مبيناً أن هذا الصنف التي جرى توريده من شركة (استيت) الهولندية يزرع للمرة الأولى، وهو مناسب للمائدة والتصنيع، كما أنه يتميز بحجم كبير للحبة.
وأضاف: إن السبب في اختيار حقول في درعا لزراعة الأصناف الجديدة من البطاطا يأتي نظراً للخبرة الطويلة التي يتمتع بها المزارعون في المحافظة والذين لديهم باع طويل في زراعة الخضار عموماً والبطاطا على وجه التحديد، حيث لاقى هذا المحصول نجاحاً متميزاً من حيث النوعية والكميات المنتجة.
وأشار المهندس طارق النابلسي من شركة العامرة، إلى سعي الشركات المستوردة للبذار إلى إدخال أفضل الأصناف من حيث الموثوقية والإنتاجية وبأسعار مناسبة، والأهم هو توفير أصناف مقاومة للجفاف ومناسبة للظروف الجوية والأمراض التي باتت تصيب المحاصيل.
المزارع قاسم الرمان أشاد بالصنف الجديد الذي جرت عمليات قطافه في أحد حقول المحافظة، وخصوصاً من ناحية الإنتاجية العالية وشكل ولون الحبة، ما يجعل منه منافساً للأصناف الأخرى المعتمدة سواء لأغراض الاستهلاك أو التصنيع أو التصدير، كاشفاً عن أن أسعار البذار المستورد لا تزال تتصدر هموم المزارعين من حيث التكاليف المرتفعة، وبالتالي فالمنافسة بين الشركات الموردة يجب أن تكون في السعر إضافة إلى الجودة، حسب قوله.
ويأتي تنفيذ اليوم الحقلي في وقت باشر فيه مزارعو البطاطا في المحافظة جني محصولهم من العروة الربيعية على مساحة تقدر بـ ١٥٠٠ هكتار وبإنتاجية متوقعة تصل إلى ٦٠ ألف طن، في وقت يشكو فيه المزارعون من انخفاض أسعار المحصول في السوق الذي لا يغطي حسب قولهم، تكاليف الزراعة ما يعرضهم للخسائر المتتالية التي قد تضغط باتجاه تقليص المساحات المزروعة مستقبلاً.