الحرّية – عثمان الخلف:
يشتكي الأهالي من ممارسات بعض عناصر «قوات سوريا الديمقراطية– قسد» عند المعبر النهري الرابط بين مدينة الميادين – شرق دير الزور على بُعد 45 كم – وقرى ومدن منطقة الجزيرة الواقعة تحت سيطرة الأخيرة.
عدد من المواطنين أشاروا في حديثهم لصحيفة «الحرّية» إلى وجود تدقيق مُفتعل على بطاقاتهم الشخصية، يصل إلى حدّ منعهم من العبور إلا بعد دفع مبالغ مالية، وتتذرّع العناصر بتشابه الأسماء مع مطلوبين لـ«قسد»، أو بوجود مشاكل في الأوراق الثبوتية، وغيرها من الحجج التي تُفضي إلى ابتزاز الأهالي، وإجبارهم على الدفع مقابل السماح لهم بالعبور، وأكد الأهالي أن هذه الممارسات تتكرر يومياً دون أي مساءلة تُذكر.
ويُعدّ معبر مدينة الميادين النهري أحد المعابر المائية التي رُخّصت حديثاً من الحكومة السورية على نهر الفرات، بعد سقوط النظام السابق، ويشهد حركة عبور نشطة بين منطقتي الجزيرة والشامية لأغراض معيشية وتجارية، إلا أن هذه الممارسات تُفاقم من أعباء الأهالي، الذين طالبوا بإيجاد آلية أكثر انضباطاً تضمن حرية تنقل المدنيين بأمان ومن دون استغلال.
من جهة أخرى، أفادت مصادر محلية لصحيفة «الحرّية» في منطقة الجزيرة بتوسع ظاهرة هجرة الشباب منها، سواء داخل سوريا إلى محافظات أخرى، أو إلى لبنان، هرباً من التجنيد الإجباري الذي تفرضه «قسد»، في ظل ندرة فرص العمل وصعوبة الأوضاع المعيشية.
الشاب «م.خ» من سكان بلدة البحرة في الريف الشرقي، أشار إلى توجهه نحو العاصمة دمشق هرباً من التجنيد، موضحاً أن شقيقه الذي أُجبر على الالتحاق بصفوف «قسد» قُتل في معارك «لا ناقة لهم فيها ولا جمل»، على حدّ وصفه.
وأضاف: التجنيد يُفرض قسراً، وهو مرفوض من غالبية الشباب الذين لا يجدون أمامهم خياراً سوى الفرار والبحث عن فرص عمل في مناطق لا تخضع لسيطرة «قسد»، أو في لبنان، وربما لاحقاً في العراق.
أما الشاب «ن.ي»، فتحدث عن مداهمات واعتقالات تنفذها «قسد» تحت ذريعة ما تُسمّيه «الدفاع الذاتي»، لإجبار الشباب على الالتحاق بصفوفها.
وأوضح أن بعض الشباب يتوارون عن الأنظار داخل مناطقهم، فيما يُبتزّ ذووهم بدفع مبالغ مالية كرشا للجهات العسكرية، بهدف التغطية على أبنائهم ومنع تجنيدهم، أو تسهيل فرارهم خارج المنطقة.
وكشف عن زجّ العديد من الشباب في مواقع قتالية دون رغبتهم، فضلاً عن سجنهم تحت عنوان التهرب من أداء ما تُسمّيه «قسد» بالدفاع الذاتي.
وفي سياق متصل، تشهد المحافظات السورية تظاهرات حاشدة تحت شعار «صوت واحد لأجل الجزيرة السورية»، انطلقت عقب صلاة الجمعة في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الثاني الفائت، وتجدّدت الجمعة الماضية، إثر دعوات أطلقها ناشطون، تنديداً بانتهاكات «قسد» المستمرة بحق السكان، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية، والتجنيد الإجباري، واقتحام المنازل.
وقد سُجلت بهذا الصدد 17 نقطة احتجاجية رئيسية شملت: دمشق، درعا، إدلب، حمص، حلب، حماة، طرطوس، اللاذقية، منبج، دير الزور، عفرين، معدان، سلوك، رأس العين، تل أبيض، أقجة قلعة، وإيسن، حيث رفع المتظاهرون الأعلام السورية ولافتات تؤكد وحدة التراب السوري، ورفض أي مشاريع تقسيم أو احتلال.