الحرية- عمار الصبح:
شهدت حركة البناء في العديد من مدن وبلدات محافظة درعا نشاطاً متزايداً خلال العام الجاري، مقارنةً مع كانت عليه الحال قبل سنوات، ما يعكس الزخم المتصاعد لسوق العقارات الذي بدأ يتجه نحو الانتعاش مجدداً بعد سنوات من الركود.
ووفقاً للعديد من مطوري ومراقبي سوق العقارات، فقد سجل قطاع البناء في درعا خلال العام الجاري الأداء الأفضل له منذ سنوات، حيث ارتفعت نسبة المشاريع السكنية التي تم تشييدها صيف هذا العام بمعدل فاق 50 ٪ مقارنة مع العام السابق، الأمر الذي ساهم في انتشال قطاع البناء من دوامة الركود الذي عصفت به لسنوات.
تقديرات بارتفاع معدل نمو القطاع إلى أكثر من 50% مقارنة مع أعوام سابقة
استثمارات المغتربين وعودة الوافدين
وبين الخبير في الشأن العقاري أحمد الشحادة، أن ارتفاع أعداد المغتربين العائدين صيف هذا العام، إضافة إلى عودة الوافدين من دول الجوار بعد التحرير، شكلا ضغطاً متزايداً على السكن، ما ساهم في تدفق الاستثمارات نحو قطاع البناء الذي بات يشهد نمواً ملفتاً.
وأشار الشحادة في حديثه لـ”الحرية”، إلى أن تحويلات المغتربين أسهمت في ارتفاع نسبة نمو حركة البناء، معتبراً أن ما يزيد على 60% من الأبنية التي جرى تشييدها خلال الأشهر الماضية تعود لمغتربين.
ولفت الخبير العقاري إلى أن ارتفاع إيجارات المنازل مؤخراً، لعب دوراً أيضاً في تحريك القطاع، وجعل من عمليات التشييد والبناء خياراً مجدياً، سواء كان لغايات السكن الخاص أو الاستثمار.

طلب متزايد على الشقق السكنية
وكشف الشحادة عن حاجة المحافظة لآلاف الشقق السكنية لسد الطلب المتزايد على السكن، خصوصاً مع ارتفاع أعداد الوافدين من دول الجوار، وهو ما ضغط على سوق العقارات في المحافظة الذي يعاني أساساً من نقص حاد في الوحدات السكنية، خصوصاً مع التدمير الذي تعرضت له العديد من المدن والبلدات.
ولفت إلى أنه ورغم الارتفاع المتزايد في نسب نمو القطاع، إلا أن أغلب المشاريع السكنية التي يجري تشييدها، هي عبارة عن مشاريع صغيرة كبناء منازل وعمليات ترميم، فيما لا تزال المشاريع الكبيرة كالضواحي السكنية، غائبة عن المشهد العقاري في المحافظة، ما يبرز الحاجة إلى تسريع ملف إعادة الإعمار وتوجه الاستثمارات نحو المشاريع السكنية الكبرى.
ودعا الشحادة إلى ضرورة توسيع المخططات التنظيمية في مدن وبلدات المحافظة، وطرح المزيد من الأراضي المعدة للبناء، ما يحدُ من الارتفاعات القياسية التي شهدتها أسعار الأراضي داخل المخططات التنظيمية.
ازدياد في الطلب على مواد البناء والإكساء.. وخيارات أكبر مع دخول المستورد
ارتفاع في الطلب على مواد البناء
بدوره، وصف متعهد البناء عوض الياسين، النشاط الذي شهدته حركة البناء مؤخراً بالمشجع، خصوصاً وأنها تأتي بعد مرحلة حرجة من الركود التراكمي مرّ فيها القطاع سابقاً، مبيناً أن قطاع البناء والتشييد يعد مولّداً للآلاف من فرص العمل، مع وجود عشرات المهن المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسوق العقارات.
وبيّن الياسين أن ثمة طلباً متزايداً على مواد البناء والإكساء كحديد التسليح والأسمنت والبلوك والرمل والبحص والسيراميك وغيرها، كاشفاً عن وجود العديد من الخيارات في السوق، مع ازدياد في عرض المواد المستوردة، خصوصاً الأسمنت والسيراميك ومواد الإكساء، ما ساهم في حدوث منافسة في الأسعار لم تكن موجودة سابقاً.
وأعرب المتعهد عن اعتقاده أن تبدأ حركة البناء بالتباطؤ خلال أشهر الشتاء كما جرت العادة، على أمل أن تعود إلى نشاطها مجدداً وبزخم أكبر لتبلغ ذروتها صيف العام القادم.