بدء قطاف محصول الزيتون قبل أوانه في أرياف حماة.. ومخاوف من ارتفاع أسعار الزيت

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- رحاب الإبراهيم:

بدأ المزارعون في مدينة حماة وأريافها بقطاف الزيتون قبل أوانه في ظل انتشار عمليات السرقة لهذا الموسم، حيث ينتظرونه بفارغ الصبر لتحسين أوضاعهم المعيشية والاهتمام بأراضيهم، علماً أن محصول الزيتون كغيره من المحاصيل الزراعية، تعرض للضرر جراء موجة الجفاف، ما يجعل الموسم دون المتوقع وبالكاد يكفي لإعداد مؤونة الشتاء من الزيتون وزيته، الذي شهدت أسعاره مؤخراً ارتفاعاً واضحاً في ظل قلة المعروض منه.
قطاف محصول الزيتون يعد مبكراً حتى لو هطلت بعض الأمطار عليه مؤخراً، حيث يفترض البدء بموسم القطاف في أول أو منتصف شهر تشرين الأول، لكن فضل بعض مزارعيه قطافه قبل الأوان خشية تعرضه للسرقة، ولاسيما أن الموسم هذا العام دون المتوقع، والكميات المنتجة على قلتها قد تعيل العائلات المعتمدة على أشجار الزيتون في أراضها لإعداد مؤونة الزيتون والزيت فقط، بدل الشراء بأسعار السوق المرتفعة، فليتر زيت الزيتون تجاوز ٥٠ ألف ليرة، في وقت شهد انخفاضاً واضحاً بداية العام الحالي بعد ما تجاوز سعره المليون ليرة.

عوامل عديدة

ويوضح أسباب القطاف المبكر المزارع محمد سلامة، الذي يبدي اهتماماً كبيراً في أشجار الزيتون في كرمه وخاصة بعد تعرضها إلى موجة الجفاف عبر تعويض ذلك بسقايتها ورشها بالأدوية اللازمة لمكافحة أي حشرة تصيب هذه الأشجار، التي يعتبرها كأحد أولاده رغم نضوبها هذا العام وقلة إنتاجيتها حال أغلب المحاصيل الزراعية، فيقول لصحيفتنا “الحرية”: هذا العام إنتاج الزيتون قليل لاعتبارات عديدة منها موجة الجفاف، وأيضاً عامل “المياومة”، فالزيتون العام الماضي كان جيداً في مدينة حماة، بالتالي من المتوقع هذا العام أن لا تحمل أشجاره ثماراً كثيرة، لذا أتوقع الاكتفاء بإعداد المؤونة من الزيتون والزيت بالحد الأدنى وعدم بيع أي كميات من الإنتاج.
ويضيف: بسبب الإنتاج القليل، قررت قطافه قبل أوانه خوفاً من تعرضه للسرقة وحرماننا منه والاضطرار لاحقاً إلى الشراء بأسعار مرتفعة لا نقدر عليها، ويبقى الأكل من محصولنا أكثر بركة ولذة وخاصة أن الأمطار هطلت عليه منذ عدة أيام.
وهو ما تؤكده بشرى حسن، التي تشارك كالعادة مع عائلتها في قطاف موسم الزيتون، الذي تنتظره كل عام لتأمين احتياجاتنا من الزيت والزيتون، ولملمة العائلة التي يجتمع أفرادها من أجل موسم القطاف، لتقول: هذا الموسم قليل جداً، فبعض الأشجار لا تحمل سوى بضع حبات، وهذا متوقع نتيجة الجفاف وصعوبة تأمين المياه للسقاية، لكن نحمد الله على إمكانية إعداد المؤونة من دون الاضطرار إلى الذهاب للأسواق وشراء كميات قليلة بأسعار مرتفعة وخاصة في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة.

مخاوف من ارتفاعه

وفعلاً شهدت أسعار زيت الزيتون المخزنة من الأعوام الفائتة باعتبار أن المعاصر لم تعلن حتى فتح أبوابها، ارتفاعاً جنونياً بعد ارتفاع سعر الصرف واللحاق بموجة الارتفاع، التي أصابت الزيوت النباتية ومختلف أسعار السلع الغذائية الأساسية، حيث بلغ سعر ٤ كيلو زيت ما بين ٢٥٠-٣٠٠ ألف، وبيدون الزيت وزن ١٦ كيلو بـ٧٠٠-٩٠٠ ألف ليرة، في حين انخفض سعره بداية العام إلى قرابة ٥٠٠ ألف ليرة، وسط مخاوف من ارتفاع أسعاره خلال الفترة القادمة في ظل انخفاض إنتاجه هذا العام مقارنة بالعام الفائت.

معروض قليل

وقد أرجع بعض تجار الزيت السبب إلى ارتفاع سعر الدولار أولاً، والأهم انخفاض الكميات المعروضة، حيث يشهد في هذه الفترة طلباً كبيراً في حين المعروض قليل جداً وخاصة أن الموسم هذا العام دون المتوقع في مدينة حماة، الذي يصنف زيتها من أفضل الأنواع، في حين تراوحت أسعار الزيتون حسب نوعه بين ١٥ ألف إلى ٢٥ ألف حسب نوعه، وقد بدأت بعض العائلات في إعداده من أجل تناوله فوراً وليس تخزينه كمؤونة للشتاء، على أمل حصول انخفاض في أسعار الزيتون بعد طرح كميات أكبر في الأسواق بعد بدء موسم قطافه فعلياً، حسب إعلان وزارة الزراعة كما جرت العادة، فاليوم يقتصر العرض على كميات محدودة من الذين قطفوا المحصول قبل أوانه، لذا يلحظ أثناء التجوال في أسواق حماة المعروض القليل من الزيتون، الذي لا تفضل أغلب العائلات شراءه حالياً والانتظار إلى منتصف شهر تشرين الأول القادم لشراء احتياجاتها والبدء في تموينه بالكميات التي يحتاجونها طيلة فصل الشتاء.

Leave a Comment
آخر الأخبار