لحظة فارقة في التاريخ… سوريا تودع زمن العقوبات

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- رشا عيسى:
في لحظة فارقة من تاريخ سوريا الجديدة، جاء القرار المنتظر بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب من قلب الرياض في المملكة العربية السعودية رفع العقوبات الأميركية عن الشعب السوري المثقل اقتصادياً واجتماعياً من حرب طويلة أدمت خريطة الوطن في مختلف المجالات، لتبدو الفرصة واعدة لإعادة الانطلاق من تحت ركام العقاب والموت، والشروع ببناء الاقتصاد، وإعادة الثقة بالمستقبل الذي يحتاج جهوداً مكثفة وسريعة في مجال تطوير وتحديث البيئة الاستثمارية عبر قوانين جديدة وإعفاءات ضريبية، وتسهيلات للاستثمار في بيئة نظيفة من الفساد والفوضى.

كويفي: تكلفة الفرصة البديلة وإعادة بناء الثقة

كما تفتح الانعكاسات الاقتصادية المرجوة من رفع العقوبات عودة دمشق إلى محيطها الإقليمي والدولي، وتموضع في قلب الخريطة العربية بجهود قادها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأثمرت ما طال انتظاره سوريّاً، حيث النجاح سيقاس بما سينجز تباعاً، وبالتالي تأمين نشاطٌ تجاريٌ مرتقب، وفتح الأبواب أمام الشركات الأجنبية للانخراط بالعمل، ما يعني زيادة في الإنتاج، وتحسن في سعر صرف الليرة وزيادة الدخل عبر توفير فرص عمل في بيئة الأعمال الواسعة والمرتقب تشكيلها قريباً.

كويفي: استثمار الفرص عبر الموقع الجيوسياسي لسوريا وثرواتها الباطنية والبشرية

تدوير الإنتاج

ويُعبد رفع العقوبات الطريق لحلولٍ اقتصاديةٍ قابلة للترجمة على الأرض، كما يتحدث الباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية المهندس باسل كويفي لـ (الحرية)، واصفاً ذلك بالبالغ الأهمية لإعادة بناء الدولة، وبناء المؤسسات، وتوفير الخدمات، كما يخلق فرصاً استثمارية تعيد الثقة بمستقبلها، ما يحقق الفرص الكبيرة لتدوير الإنتاج، وتوفير التقنية الفنية والمواد الأولية، والتحويلات البنكية عبر نظام السويفت العالمي، والتسهيلات المصرفية وتوسيع مساحات الاستثمار المحلي والأجنبي.

كويفي: لا تستطيع الدول النامية تحمّل تباطؤ اقتصاداتها غير المنتجة وتحتاج إلى اقتصادات حرة ومرنة

من جهة أخرى، ركز كويفي على أهمية العمل الجاد الواقع على السوريين وهو تحويل المخاطر إلى فرص عبر تحديد الأولويات، ودفع عجلة الإنتاج والابتكار، حيث لا تستطيع الدول النامية تحمّل تباطؤ اقتصاداتها غير المنتجة، وتحتاج إلى اقتصادات حرة ومرنة لتنمو بأسرع وقت، لتمكين مواطنيها من تلبية احتياجاتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبناء الثقة لإخراج سوريا من جحيمها الذي أورثها النظام البائد.

كويفي: تحويل المخاطر إلى فرص عبر تحديد الأولويات ودفع عجلة الإنتاج والابتكار

فرص مستدامة

ورأى كويفي أن الأحداث والتغيرات التي مرت على سوريا والإقليم والعالم، وهددت وحدتها وسيادتها قد مضت دون رجعة بعد رفع العقوبات، ولعل من المناسب والمفيد استيعاب هذه الأحداث، والاستفادة من تلك التجارب لخلق الفرص المستدامة في بناء سوريا الجديدة، في المقابل، بيّن كويفي ضرورة استثمار الفرص عبر الموقع الجيوسياسي لسوريا وثرواتها الباطنية والبشرية الكبيرة، وكونها قلب العالم جغرافياً، ما يجعل من الممرات المحلية والإقليمية والدولية التي تمر منها (الطرق والأنهار والموانئ والمطارات والسكك الحديدية وخطوط نقل الغاز والنفط..) تشكل أهمية بالغة للتجارة العالمية والترانزيت ونقل الطاقة والخدمات.

تكلفة الفرصة البديلة

في الاقتصاد، يتم العمل بمبدأ تكلفة الفرصة البديلة، ويرى أنها ستثمر بعد رفع العقوبات، وتتيح إعادة بناء الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة لإعادة التماسك للنسيج المجتمعي المتنوع وتعزيز قيم المواطنة والتنمية والمساواة والانتماء والأمن والسلام المستدام نحو مسار يؤدّي إلى استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي بعيداً عن الفساد والفوضى، واليوم تبدو الفرصة أفضل للدفع بهذا الاتجاه.

Leave a Comment
آخر الأخبار