الحرية – حسام قره باش:
بيَّن رئيس لجنة الغاز الطبيعي في غرفة صناعة دمشق والخبير الاقتصادي الدكتور محمد أورفه لي في تصريحه لـ “الحرية” أن تواتر توريدات الغاز من قطر عبر الأردن سينعكس بشكل ممتاز على الواقع الكهربائي السوري وإنتاجنا المحلي من توليد الكهرباء الذي لو استمر فلن يكون هناك انقطاع للكهرباء إلّا بأوقات الذروة صيفاً وشتاءً بما لا يزيد على 6 ساعات كحد أقصى وساعتين كحد أدنى، لكون سوريا فيها عنفات غازية لتوليد الكهرباء تكفي حاجتنا المحلية منها بل وتصبح سوريا قادرة على تصديرها لدول الجوار، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيحدث انقلاباً اقتصادياً إذا استمرت التوريدات على صعيد كل القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية والعمل والإنتاج.
وأوضح أورفة لي أن الغاز الطبيعي يعد أرخص أنواع الوقود في العالم وهو ما يجعل المصانع في الخارج تنافس مصانعنا بشدة التي تعمل على الوقود الأحفوري الغالي الثمن والذي يعد مشكلة قائمة بحد ذاتها تواجه الصناعيين في بلدنا وتجعل تكلفة منتجاتهم مرتفعة جداً لأن فاتورة الوقود الأحفوري عالية كثيراً، وفي الخارج لا يستعملون في صناعاتهم إلّا الغاز الطبيعي كي يستطيعوا المنافسة.
وعملياً يعد الغاز الطبيعي أرخص وقوداً لإنتاج الكهرباء حيث ينتج المتر المكعب الواحد منه 5 كيلو وات ساعي وسعره العالمي أرخص بنسبة أقل 10٪ من سعر ليتر المازوت وهو أيضاً أفضل من الفيول الذي يعطي 4 كيلو وات ساعي، إضافة إلى أنه يعد طاقة نظيفة يجب تشغيل العنفات عليه كل فترة لتنظيفها واستمرارها في العمل حتى لو اشتغلت على الفيول، كاشفاً أن التوجه القطري بتوريد الغاز سيؤدي لإنتاج كهرباء بتكلفة اقتصادية قليلة ما يعني بيع الكهرباء للصناعي بسعر رخيص أقل من السعر الحالي، وبالتالي تصبح تكاليف الصناعي أقل ويصبح قادراً بالوقت نفسه على منافسة المنتج الخارجي.
وقال أورفه لي: لا بدّ من الإشارة إلى أن بعض مصانعنا توقفت بسبب تدفق البضائع من الخارج ذات التكلفة المنخفضة إلى أسواقنا المحلية قياساً للمنتج الوطني، والسبب استخدامهم الغاز الطبيعي.
ونوه بأن استمرار توريد شحنات الغاز سيحقق نهضة اقتصادية كبيرة، وهو ما تسعى إليه اللجنة لاستمرار التوريد حتى ولو من أماكن أخرى.
ورأى أن إنتاج 400 ميغاوات مبدئياً، يعني إنتاج كهرباء تكفي 400 ألف بناء تقريباً وهذا رقم كبير وجيد، واصفاً ذلك بالأمر الرائع على الصعيد الاقتصادي والخدمي لكونه يرفع وتيرة العمل والإنتاج، متابعاً بأن الاقتصاد يشكل سلسلة مترابطة بوحدة متكاملة لا يمكن استثناء أي حلقة منها تشكل الطاقة الكهربائية 75٪ منها، ومؤكداً أن هذه المبادرة الإنسانية بمثابة إنعاش اقتصادي فائق الأهمية ومبادرة عظيمة لكونها تنعكس إيجاباً على تنمية كافة الصعد والقطاعات الإنتاجية وبالتالي الاقتصاد الوطني.