الحرية- متابعة: مها سلطان:
عملياً، لا قيمة له في ظل اكتفاء المجتمع الدولي، والمنظمات الأممية نفسها، بإصدار البيانات والتقارير.
إلى جانب ذلك لا قيمة لكل تلك التصريحات الغربية التي تقول إن هذه التقارير والبيانات تضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته في وقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أهل غزة، بالحرب من جهة، وبالمجاعة من جهة أخرى.. ما دامت إسرائيل ماضية في «محو غزة» وفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان له اليوم الإثنين.
لكن صحيفة «تلغراف» البريطانية في تناولها لهذه القضية لم تتطرق إلى مسألة القيمة الفعلية لإعلان الأمم المتحدة، بل تحدثت عن حقيقة المجاعة في غزة وكيف خلُصت الأمم المتحدة إلى الإعلان عنها؟
وحسب التلغراف فإن هذا الإعلان الرسمي يشكل «نُقطة لا رجعة منها؛ بحيث أصبحنا مطالَبين بمقارنة ما يحدث في غزة بالمجاعات المعترَف بها دولياً خلال هذا القرن في جنوب السودان، والسودان، والصومال».
وتعتقد الصحيفة البريطانية أن «هذا غير منطقي؛ في ظل دخول 10 آلاف شاحنة مُحمّلة بالمساعدات إلى غزة منذ أيار، فضلاً عن إسقاط 2,300 صندوق مساعدات من الجوّ، وأكثر من 2.2 مليون من الطرود الغذائية للعائلات يجري تسليمها أسبوعياً».
وتقدم الصحيفة تحليلاً للبيانات- ما بين شهري كانون الثاني وآذار لعام 2024 – تزعم فيه أن معدّلات الغذاء التي دخلت غزة خلال هذه الفترة تفوق ما كان يدخلها قبل الحرب.
هذا يعني بحسب الصحيفة أن لا أزمة غذاء في غزة، من دون أن تتطرق إلى ما تنفذه إسرائيل على الأرض (مع حرب التجويع) لفرض سيطرتها على غزة.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أكد أن إسرائيل شرعت فعلياً في تنفيذ خطتها لتدمير مدينة غزة وفرض هيمنتها العسكرية غير القانونية عليها، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يشن عمليات نسف وتدمير واسعة للمربعات السكنية جنوبي المدينة وشرقها وشمالها في هجوم متزامن يزحف بالتدمير الشامل والمحو المنهجي نحو قلبها من ثلاثة محاور.
يجري تنفيذ هذا الهجوم العسكري على الأرض بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً عن بدء عملية «عربات جدعون 2» في 20 آب الجاري وتنفيذ «العمليات التمهيدية والمراحل الأولية» منها.
ووصف المرصد هذه التطورات بأنها تصعيد يشكل مرحلة جديدة ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 23 شهراً.
ولفت إلى أن أكثر من مليون إنسان يعيشون اليوم محاصرين في أقل من 30% من مساحة المدينة، ومهددين جميعاً بالتهجير القسري نحو الجنوب ضمن هذه الخطة الرامية إلى محو غزة وإخضاعها للتدمير المنهجي والسيطرة العسكرية الكاملة.