الحرية – سراب علي :
من قلب الرماد انطلقت صرخة استجابة على مواقع التواصل الاجتماعي، من عدة محافظات سورية، نظمها ناشطون وجمعيات أهلية لمؤازرة رجال الدفاع المدني الذي يخوض أخطر وأكبر معركة مع الحرائق منذ ٤ أيام، كما برزت مبادرات فردية من مواطنين متطوعين لتقديم الدعم، فتوافدت قوافل محلية وساهم تجار صغار من عدة أسواق بإرسال مياه وخبز ومعلبات ومستلزمات طبية بسيطة إلى المناطق المتضررة، فأثبت السوريون مرة أخرى أن التعاضد لا يزال ممكناً في وجه الكوارث.
مبادرات فردية
بمبادرتها الفردية انطلقت الشابة إيفا مهروسة عبر صفحتها على الفيس بوك داعية أصحاب الخير والقادرين على التبرع والمساعدة بالتبرع بما يستطيعون لينضم إليها عدة شباب وشابات من مختلف مناطق المحافظة ومنهم من إدلب ودمشق وحمص ودير عطية.
وأوضحت الشابة إيفا في تصريحها لصحيفتنا “الحرية” أنه بحكم وصولها عن طريق المنصات والسوشل ميديا، كان التفاعل مع المبادرة كبير، التجاوب كبيراً من قبل أهل الخير وأصحاب المحلات والمطاعم، مشيرة إلى وصول الكثير من الشباب من باقي المحافظات للمساعدة بعمليات الإطفاء وإيصال المياه والطعام لرجال الدفاع المدني .
ولفتت إيفا إلى تواصل الكثير من الفرق والمبادرات من بينهم أطباء ومساعدات طعام وأدوية ومياه حتى خبراء بإطفاء الحريق، ويتم عن طريق التنظيم بإيصال الشباب من خارج المحافظة إلى مناطق الحرائق والنقاط التي تحتاج مؤازرة .
فيما أعلن أحد أصحاب المطاعم الصغيرة في أحد الأحياء الشعبية في مدينة اللاذقية عن قدرته بالتبرع وتوزيع 30 سندويشة فلافل داعياً إلى إيصالها إلى رجال الدفاع المدني.
من إدلب نمد يد العون
بدورها أشارت رامية الحاج سليمان قائدة فريق تطوعي نسائي في حلقة سلام بأطمه شمال غرب سوريا إلى أنه عن طريق اجتماع مجموعة من المنظمات النسوية انطلقت حملة ” نساء من أجل الأرض ” لمعرفة أهم الخطوات التي يجب العمل بها، إذ تم التنسيق مع الدفاع المدني لمعرفة أهم احتياجاتهم، وتم التواصل للسؤال عن أهم احتياجات السكان في مناطق الحرائق، وكل منا حسب استطاعة منظمته وجمعيته قدّم خدماته، فشاركنا شعار الحملة مع البوستر وأرقام للتواصل، كما أعلنت الكثير من الشابات رغبتهن للانضمام إلى الحملة، ولمسنا الإقبال على التبرعات، ونعمل حالياً على إيجاد آلية لإيصالها، ونعمل قدر الإمكان على مساعدة أهلنا في المناطق المتضررة ونمد يد العون لهم بأي شكل كان.
وأضافت حياة المحمد مديرة جمعية بسمة الحياة بريف إدلب: دعمنا الإنساني سيبدأ بمجرد وصول التبرعات فقد وضعنا أرقاماً للتبرع، ومساهمتنا إن كانت مالية أو عينية سيتم إيصالها إلى المناطق المتضررة من الحرائق حيث يوجد رجال الدفاع المدني وأهالي المناطق هناك .
أولويات الدعم
وعن دعم جمعية “أنت لتنمية المرأة الريفية” في اللاذقية بينت رئيس مجلس إدارة الجمعية لين دريباتي أنه تم تنظيم العمل ضمن حملة ” نساء من أجل الأرض” فجميع الجمعيات والمؤسسات النسائية في الحملة أكدت على تقديم المساعدة للأهالي ورجال الدفاع المدني، إذ وضعنا أرقاماً للتواصل لجمع التبرعات من الأهالي، لتوزيعها بعد أخذ الموافقات اللازمة لذلك، مشيرة إلى أن الأوليات هي تقديم الاحتياجات الأساسية من ( كمامات ومراهم حروق أدوية ربو ومياه شرب)
واضافت دريباتي: في المرحلة الثانية الرديفة سيكون هناك تأمين سلل غذائية للعائلات المتضررة وسيكون هناك دعم نفسي سواء للنساء والأطفال وتمكين للنساء بالاستجابة وان استطعنا سيتم تأمين أماكن للأهالي التي خرجت من منازلها بسبب الحرائق.
وعن مؤازة مؤسسة جناح أزرق في طرطوس بينت رئيسة مجلس الأمناء في المؤسسة نسرين حسن أن المؤسسة تعمل ضمن حملة “نساء من أجل الأرض” لضرورة التحرك للمساندة في أزمة الحرائق، مشيرة إلى أن الجمعية الآن في مرحلة الحشد ووضع الخطة المشتركة، والحملة ليس مقتصرة على موضوع الاستجابة الطارئة بل نطمح إلى وضع خطة طويلة الأمد للعمل على المستوى البيئي والإنساني في المناطق المتضررة من الحرائق لا سيما وأن هذه الحرائق باتت تتكرر سنوياً وصارت تشكل خطراً حقيقياً على البيئة وعلى الإنسان.
“اللاذقية.. سلام لترابك الطاهر “
كما أطلقت مؤسسة الخدمات الإنسانية والاجتماعية في اللاذقية مبادرة “اللاذقية..سلام لترابك الطاهر” إذ بين مسؤول الجمعية وليد تامر في تصريحه لصحيفتنا “الحرية” أن الفريق التطوعي للجمعية موجود الآن في مناطق الحرائق وأن المبادرة لدعم رجال الدفاع المدني والعائلات المتضررة.
مشيراً إلى أن التبرعات من المجتمع المحلي المدني وهي (معلبات_مياه شرب_خبز) ، وسيتم دعم الأهالي المتضررة من الحرائق من خلال التبرعات التي تصل المؤسسة .