الحرية- سناء عبد الرحمن:
تأني مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في فعاليات مبادرة “مستقبل الاستثمار 2025” في الرياض خطوة استراتيجية تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية عميقة، في ظل التحولات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وفي توقيت دقيق تسعى فيه سوريا للعودة إلى محيطها العربي والإقليمي، بالتوازي مع جهود المملكة العربية السعودية لتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
حول هذه المشاركة، تحدث دكتور الاقتصاد في جامعة اللاذقية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وجد رفيق الصائغ موضحاً أن الاقتصاديات اليوم العامل تعد الأبرز في تشكيل العلاقات الدولية، وفي السياق المعاصر، لم تعد السياسة مجرد إدارة للعلاقات بين الدول، بل أصبحت الاقتصاد بحد ذاته. فالمصالح الاقتصادية تجاوزت حدود السياسة التقليدية، وأضحت أداة رئيسية لبناء النفوذ والتأثير العالمي.
وأضاف الصائغ: إن مشاركة الرئيس الشرع في المبادرة تمثل إعلاناً عن عودة سوريا إلى المشهد الاقتصادي العالمي، وفرصة لإعادة تقديمها كوجهة استثمارية واعدة بعد سنوات من العزلة، مشيراً إلى أن هذا الانفتاح يعكس تركيز الحكومة السورية على التنمية الاقتصادية وجذب الشراكات الإقليمية والدولية.
الأبعاد السياسية والدبلوماسية
وأشار الدكتور الصائغ إلى أن حضور الرئيس الشرع إلى جانب قادة العالم وكبار المستثمرين في الرياض يحمل رسالة سياسية واضحة مفادها أن الاستقرار في سوريا يحظى بدعم عربي متزايد، وفي مقدمته دعم المملكة العربية السعودية التي تلعب دوراً محورياً في تشكيل مستقبل المنطقة.
هذه المشاركة تأتي استكمالاً لمسار إعادة دمج سوريا في محيطها العربي، وتعكس توافقاً سياسياً متنامياً حول أهمية استقرارها واستعادتها لدورها الإقليمي.
الأبعاد الاقتصادية والاستثمارية
وفي الجانب الاقتصادي، أكد الصائغ أن حضور سوريا في مبادرة “مستقبل الاستثمار 2025” سيشكل نافذة جديدة لكسر العزلة الاقتصادية، ووسيلة لاستقطاب الاستثمارات اللازمة لإعادة الإعمار.
التقديرات الأممية تشير إلى حاجة سوريا لمئات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار، والتعاون مع السعودية ودول المنطقة يمكن أن يساهم في سد هذه الفجوة، ويبعث برسالة طمأنة للمستثمرين بأن البيئة الاقتصادية السورية تتجه نحو الاستقرار والانفتاح.
كما أشاد بسياسات المملكة المتوازنة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، معتبراً أنها تمثل نموذجاً في دعم التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والبنية التحتية وتعزيز بيئة الأعمال.
نحو مرحلة جديدة
واختتم الدكتور الصائغ حديثه بتأكيد أن مشاركة الرئيس أحمد الشرع في المبادرة تمثل نقطة تحول في الاستراتيجية السورية الجديدة، التي تضع الاقتصاد في مقدمة أولوياتها باعتباره مدخلاً لإعادة بناء الدولة وتعزيز حضورها الإقليمي.
إنها ليست مجرد مشاركة في مؤتمر استثماري، بل جسر بين السياسة والاقتصاد، يضع سوريا مجدداً على الخريطة الاقتصادية العالمية ويمهد لمرحلة جديدة من التنمية والانفتاح.