تأسيس مزارع أمّات للصبّار الأملس … محصول اقتصادي قادر على دعم الأعلاف والحد من الجفاف

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد زكريا:

على الرغم من محدودية التجربة السورية في زراعة الصبّار الأملس (التين الشوكي) ، إلا أن شهدت تحولاً تدريجياً بفضل دخول منظمات إقليمية ودولية أسهمت في دعم نشر هذا النبات في عدة محافظات، ولا سيما في المناطق الجافة وشبه الجافة.

محصول اقتصادي

وحسب المعطيات الصادرة عن وزارة الزراعة فإن منظمة المركز العربي لدراسات الأراضي القاحلة والأراضي الجافة / أكساد/ هي الجهة الأبرز في إدخال ونشر الصبّار الأملس، وهي من أوائل الجهات التي عملت بطريقة علمية منهجية تجاه هذا النبات، حيث أدخلت الأصناف المحسّنة من الصبّار الأملس إلى سوريا، وعملت على تأسيس مزارع أمّهات وإكثار العقل بطريقة نظامية، ونظمت توزيع غراس الصبّار على مراكز البحوث الزراعية والمزارعين، كما قامت بتدريب الفنيين والمزارعين على استخدام الألواح كعلف طبيعي للمجترات، ودمجه في أنظمة التربية، كما نفذت عدة اختبارات ضمن حقول إرشادية في عدة محافظات مثل: السويداء – درعا – ريف دمشق – حمص، ومما لا شك فيه فقد أثبتت هذه التجارب أن الصبّار ليس مجرد نبات سياجي، بل محصول اقتصادي قادر على دعم الأعلاف والحد من الجفاف.

علف أخضر

كما أسهمت منظمة إيفاد ومشروع تطوير الثروة الحيوانية في تعزيز دور الصبّار كعلف أخضر رخيص، أيضاً وحسب المعطيات فإن منظمات التمويل الريفي، وعلى رأسها الصندوق الدولي للتنمية الزراعية – إيفاد (IFAD)، لعبت دوراً واضحاً من خلال مشروع تطوير الثروة الحيوانية (LDDP)، الذي نُفّذ في عدة محافظات سورية بشكل جزئي، حيث ركز مشروعها على دعم إنشاء حقول صبّار لدى مربي الثروة الحيوانية في المناطق الهامشية، وتوفير غراس محسنة للمزارعين مع أنظمة ري بسيطة ومنخفضة التكاليف، إضافة إلى تدريب المستفيدين على استخدام الألواح كعلف عالي القيمة في فترات الجفاف، كما تم دمج الصبّار في نظم الإنتاج الحيواني الصغيرة، وخاصة لدى الأسر الريفية الفقيرة، وبالتالي ساهم هذا العمل في رفع وعي المربين بأهمية النبات، وتحويله إلى مورد علفي دائم منخفض التكلفة،

توسعة.. لكن!

كما تشير المعطيات فإن مشاريع المنظمات الأممية منها مشروع تطوير الثروة الحيوانية – المرحلة الثانية بدعم أممي قد لعبت دوراً مهما في تقديم هذا النبات في سوريا، حيث ركّز برنامجها على نشر الصبّار ضمن مشاريع الأعلاف وتثبيت التربة، كما عملت منظمة الأغذية والزراعة FAO على دعم أنشطة تدريبية حول الإدارة المتكاملة للمراعي، وكان الصبّار جزءاً من نماذجها، كما أن برامج حكومية بحثية ومبادرات محلية تبنّت ما قدمته هذه الجهات ووسّعته على نطاق محدود.

حجر الأساس

 

الخبيرة الزراعية الدكتورة انتصار الجباوي بينت أن الدور الذي لعبته أكساد وإيفاد ومشروع تطوير الثروة الحيوانية في نشر زراعة الصبّار الأملس في سورية هو حجر الأساس لأي مشروع وطني مستقبلي لهذا النبات، مؤكدة أن التجارب الحقلية لهذا النبات أثبتت أنه قادر على توفير علف أخضر رخيص، وتحسين دخل الأسر الريفية، وتعزيز صمود المجتمع الزراعي في ظروف الجفاف وغلاء الأعلاف.

برنامج وطني

وأوضحت الجباوي لـ “الحرية” أنه من المفترض أن تكون الخطوة التالية في رسم ووضع برنامج وطني متكامل يشمل إنشاء مشاتل مركزية لإنتاج غراس معتمدة، مع تأسيس مزارع نموذجية في كل المحافظات، إضافة إلى إدخال الصبّار ضمن مشاريع الزراعة الأسرية والحدائق المنزلية، إلى جانب تطوير سلاسل القيمة (العصائر – التجفيف – زيت البذور – الأعلاف المركبة)، فضلاً عن تشجيع الاستثمار الريفي وإنشاء معامل صغيرة في مناطق الإنتاج.
وإنه يمكن القول إن الصبّار الأملس ليس مشروعاً زراعياً فقط، بل مشروع تنموي شامل، قادر على تحسين الأمن الغذائي وزيادة فرص الدخل في الريف السوري.

Leave a Comment
آخر الأخبار