الحرية – طلال الكفيري:
يواصل مزارعو القمح في ريفي السويداء الجنوبي والشرقي زراعة أراضيهم، والتي زادت وتيرتها بعد الهطلات المطرية الأخيرة المُبشرة بموسمٍ وفير في حال استمرارها.
عدد من الفلاحين أكد لـ” الحرية ” أنه على الرغم من ارتفاع تكاليف الإنتاج المترتبة عليهم هذا الموسم، إلا أن ذلك لم يُشكل أي عائقٍ لديهم للاستمرار بزراعة أراضيهم.

وأضاف الفلاحون: إن مستلزمات الإنتاج هذا الموسم شهدت ارتفاعاً كبيراً بأسعارها، ما وضعهم بين خيارين أحلاهما مر، فإما العزوف عن زراعة أراضيهم، وبالتالي تركها بوراً هرباً من أعباء مستلزمات الإنتاج التي قد تترتب عليهم وهذا ما لا يريده الفلاحون، لكون الزراعة تعد مصدر رزقهم الوحيد، وإما المجازفة مادياً وزراعتها، وتَحمّل تلك التكاليف المثقلة لكاهلهم، وهذا ما أقدم عليه المزارعون، رغم ما سيترتب عليهم في نهاية المطاف من ديونٍ مالية، خصوصاً بعد وصول سعر كيلو بذار القمح في السوق المحلية إلى 5 آلاف ليرة، ناهيك عن أجور الفلاحة التي وصلت إلى 80 ألف ليرة للدونم الواحد، لشراء أصحاب الجرارات مادة المازوت بأسعار مرتفعة من السوق السوداء، ولتأتي أسعار الأسمدة التي ارتفعت هي الأخرى أيضاً.
الخبير بالشؤون الزراعية في السويداء الدكتور بيان مزهر أوضح لـ” الحرية” أن الأمطار التي هطلت مؤخراً حفزت الفلاحين على استكمال زراعة أراضيهم بمحصول القمح، التي بدأت بشكلٍ فعلي، ومن المتوقع الانتهاء منها نهاية هذا الشهر، وأغلب زراعة القمح في السويداء بعلية تعتمد على مياه الأمطار.
ولفت مزهر إلى أن الأمطار التي هطلت جيدة وتساعد على إنبات المحاصيل الحقلية التي تمت زراعتها مبكراً، ولها تأثير إيجابي أيضاً على الأشجار المثمرة.