مسؤولية التعلم تبدأ منذ الطفولة.. اختصاصية تربوية: المجتمع يحتاج إلى شباب قادرين على التكيف مع التغيرات السريعة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- دينا عبد:
التحق أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة في مختلف المراحل التعليمية في أول يوم للعام الدراسي الجديد موزعين على نحو 12 ألف مدرسة في جميع المحافظات وسوف يتلقى هؤلاء تعليمهم عبر المناهج الدراسية التي وضعتها وزارة التربية المناهج التي لم تعد كما كانت سابقاً إذ يطرأ عليها التغيير باستمرار، فقد دخلت التكنولوجيا إلى التعليم وغرف الصف وتحول التعليم من الحفظ إلى التفاعل، وأصبح مطلوباً من الطلاب أن يكونوا باحثين وقادرين إدارة وقتهم وتحمل مسؤولياتهم.

استقلالية من أول يوم

مع كثرة انشغالات الأهل في تأمين متطلبات الحياة، بات على الأبناء أن يتحملوا مسؤولية دراستهم، وأن يعملوا ضمن فريق أو بشكل مستقل.
وفي زحمة هذه التحولات، تزداد الحاجة إلى تعليم الطلاب كيف يعتمدون على أنفسهم في دراستهم كي يكتسبوا الثقة ويطوروا مهاراتهم الحياتية التي بدورها تساعدهم على النجاح في المدرسة والحياة معاً.

تجارب حية

أوضحت بشرى- أم لطفلين في المرحلة الابتدائية أنها تواجه صعوبة في تدريس أولادها فالمناهج متطورة عما درسته في السابق وتؤكد أنها قادرة على متابعة الحفظ والإملاء واللغة العربية، لكن المواد العلمية صعبة، وغالباً ما تضطر إلى دراستها وفهمها أولاً قبل أن تشرحها لهم.
وتعترف بأنها أخطأت حين لم تعود طفليها على الاعتماد على نفسيهما في الدراسة وتحضير الدروس، إذ إن اتكالهما الدائم عليها أمر مرهق، ويثير مخاوفها من أن تعجز عن تلبية احتياجاتهما كما يجب.
الاستشارية التربوية صبا حميشة ترى أن الاعتماد على النفس وخاصة في موضوع الدراسة له قيمة اجتماعية إذا بنيت منذ الصغر.
ومن وجهة نظرها فإن المجتمع يحتاج إلى شباب قادرين على التكيف مع التغيرات السريعة في التعليم والعمل، لا إلى أفراد يتلقون التعليمات من دون مشاركة.
فالاستقلالية لا تأتي دفعة واحدة، بل عبر مراحل وبالتدريج.
وتقول “إن التلميذ في المرحلة الابتدائية يمكن أن يتعلم ترتيب أدواته وإعداد جدول يومي بسيط، من خلاله يقوم بحل واجباته ويطلب المساعدة عندما يلزم، مع تقديم الدعم النفسي والعاطفي من الأهل والمعلمين، فالطالب يحتاج إلى بيئة تشجعه على المحاولة من دون خوف من العقاب، مع تقدير أي تقدم يحققه مهما كان بسيطاً مع تأكيد أن غرس الاعتماد على النفس في التعليم يبدأ منذ السنوات الأولى، حين يشجع الطفل على ترتيب أدواته وتحمل جزء من واجباته اليومية، ثم يتطور الأمر في سن المراهقة ليشمل تعلم التخطيط وتنظيم الوقت والمشاركة في بعض القرارات العائلية.

Leave a Comment
آخر الأخبار