من الطبيعة إلى فن نحت الأحجار الكريمة.. فنانة تحولها إلى قطع نابضة بالطاقة والجمال

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- آلاء هشام عقدة:

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتغيب الحرفة الأصيلة، تبرز آمال صالح كقصة استثنائية لامرأة اختارت أن تعود إلى أصل الجمال، إلى الطبيعة ذاتها، حيث تبدأ الحكاية مع حجر كريم وقطعة من الروح.
بين أناملها تتحول الأحجار الكريمة الطبيعية إلى قطع فنية نابضة بالطاقة والجمال، دون أي معالجة أو إضافة أي مواد.
تعمل آمال صالح في نحت وصقل الأحجار الكريمة الطبيعية مستخدمة أدوات بسيطة، كآلة الجلخ وجهاز صغير يتم تركيب رؤوس وأقراص مختلفة عليه، في عملية دقيقة تتطلب وقتاً وصبراً وحساً فنياً عالياً.
وفي حديثها لـ”الحرية” تقول آمال: إن الأحجار التي تعمل بها طبيعية بالكامل، تستخرجها بنفسها من الطبيعة، من الجبال ومصبات الأنهار، لتبقى نقية كما خلقت منذ ملايين السنين.
وتابعت: بدأت رحلتي مع الأحجار كهواية نابعة من حبي للطبيعة واهتمامي بطاقة كل حجر، لتتحول بمرور الوقت إلى حرفة فنية تدر عليّ دخلاً، وتمنحني شعوراً بالرضا والاتصال بالأرض.
وأضافت آمال: بيئتنا غنية بالأحجار الطبيعية النادرة، وهذا كان دافعي الأول، أما الثاني فهو إيماني بطاقة كل حجر وتأثيره الإيجابي على الإنسان.
ونوهت إلى أنها شاركت في عدة معارض محلية ودولية منها، سوق الضيعة الذي يقام يومي السبت والثلاثاء أسبوعياً على الكورنيش الغربي، بالإضافة إلى مشاركتي في معرض Art UAE في دبي، كما أعرض أعمالي على صفحتي الخاصة Mantra Gemstones التي تجذب محبي الأحجار من مختلف الأماكن.
وعن طاقة الأحجار الكريمة، ترى آمال إن الحديث عنها لا ينتهي، فكل حجر له سحره الخاص، مشيرة إلى أنه يقال إن العقيق يفك الضيق، والفيروز يرد الحسد، والسترين يجلب الرزق والطاقة الذهبية.
وأشارت إلى أن الأحجار الكريمة ليست مجرد زينة، بل هي زينة وخزينة وطاقة في آن واحد.
ولفتت إلى أن عملها اليدوي الدقيق يستغرق بين 10 و 20 ساعة لكل قطعة، نظراً لما تتطلبه عملية الثقب والنحت من تركيز وجهد، مؤكدة أن الأسعار في سوريا تبقى أقل من قيمتها العالمية، حيث تقاس الأحجار عادة بالقيراط في الأسواق الدولية.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يشترون الأحجار لجمالها وألوانها، إلا أن هناك فئة خاصة من الزبائن -كما تقول آمال- تعرف تماماً قيمة كل حجر وتختاره بناء على طاقته وفائدته، وهؤلاء يقدرون العمل اليدوي الحقيقي ويدفعون بسخاء لاقتنائه.
بين الجبال ومجاري الأنهار تبدأ رحلة آمال صالح مع الأحجار الكريمة، وبين يديها تنتهي بقصة فنية تشع جمالاً وطاقة.
شغفها بالطبيعة وحرفتها الأصيلة جعلاها مثالاً للفنانة التي تمزج الإبداع بالتراث، لتصنع من حجر صامت قطعة تحكي عن روح المكان والزمان.

Leave a Comment
آخر الأخبار