مُقررة أممية: “إسرائيل” تتعمد استهداف الصحفيين للتعتيم على الإبادة في غزة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية ـ سامر اللمع:
في ظل المساعي المحمومة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في احتلال وتدمير مدينة غزة والزحف تجاه ما تبقى من أحيائها المكتظة بالسكان، يواجه الصحفيون العاملون في تغطية الانتهاكات الإسرائيلية هناك، جملة من التحديات تبدأ بفقدان الأمن الشخصي والتهديد المتواصل باستهدافهم وتصفيتهم، وشح المعلومات الواردة من المناطق التي يُسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ولا تنتهي بتقطُّع الاتصالات والإنترنت، ما يعرقل عملهم.
كما يعمد جيش الاحتلال مع كل عملية عسكرية إلى إسكات صوت الصحفيين والذي يصل إلى حد القتل المتعمد لهم، ضارباً بعرض الحائط جميع المواثيق والقوانين الدولية التي تضمن أمن الصحفيين وحرية عملهم في الأماكن الساخنة.
هذا الواقع، دفع المقررة الأممية إيرين خان، لتوجيه اتهامات لدولة الاحتلال باستهداف الصحفيين عمداً في غزة بهدف التعتيم على ما وصفته بـ الإبادة.
وأكدت أن عدد الصحفيين الشهداء بلغ 252 منذ اندلاع الحرب، متجاوزاً حصيلة ضحايا الحروب العالمية وصراعات أخرى، وشددت على وجود حملات تشويه متعمدة لاستهداف الصحفيين، وأدانت استمرار منع الإعلام الدولي من تغطية الأحداث، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف إسكات الأصوات الصحفية في القطاع.
واتهمت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحرية الرأي والتعبير، إيرين خان، “إسرائيل” بتعمد استهداف الصحفيين للتستر على الإبادة في غزة، مؤكدة أن الحرب الجارية هي الأكثر دموية للعاملين في الإعلام.
وخلال لقاء مع الصحفيين في جنيف، شددت خان على أن الأسلوب المستخدم في قتل وإسكات الصحفيين يأتي للتغطية على الإبادة.
ووفق بيانات الأمم المتحدة الأخيرة، بلغ عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا في غزة 252 على الأقل منذ اندلاع الحرب بتاريخ السابع من تشرين الأول 2023.
وأكدت خان أن هذه الحرب تمثل الأكثر دموية إطلاقاً للصحفيين، مشيرة إلى أن الأرقام مرشحة للارتفاع مع ورود تقارير أسبوعية عن مزيد من عمليات القتل.
أوضحت المقررة الأممية، وهي خبيرة مستقلة مكلفة من مجلس حقوق الإنسان الأممي ولا تمثل المنظمة رسمياً، أن عدداً كبيراً من الصحفيين الذين قتلوا في غزة تم استهدافهم. مشيرة إلى أن هؤلاء الصحفيين ينتقون ويقتلون لأن عملهم يكشف الفظائع والجرائم والإبادة على الأرض.
ونددت أيضاً بحملات التشهير الإسرائيلية وأشارت إلى أن “الدولة العبرية” وصفت كثيراً من الصحفيين الذين استشهدوا في ضرباتها بأنهم “مناصرون للإرهابيين أو إرهابيون”، في محاولة لنزع الشرعية والمصداقية عنهم وعن عملهم.
وترى خان، أن الأمر لا يقتصر على قتل الصحفيين فقط؛ بل إن هناك مسعىً واضحاً جداً لقتل الخبر نفسه. وعبرت عن استيائها من استمرار “إسرائيل” في منع دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة.
وتابعت حديثها، مؤكدة أنها لا تتذكر مشهداً مشابهاً لمنع دولة عضوة بالأمم المتحدة وسائل الإعلام الدولية المستقلة من تغطية صراع. وترى في ذلك سابقة فظيعة لحرية الإعلام وطالبت بتحرك على المستوى الدولي.
واختتمت بالقول يتوجب على الدول أن توقف “إسرائيل” قبل أن يسكت جميع الصحفيين في غزة.

Leave a Comment
آخر الأخبار