ناجحو الشهادة الثانوية بين رغباتهم وضغوط الأهل

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة إسماعيل:

يبدأ طلاب الشهادة الثانوية رحلة جديدة لا تقل تحدياً عن عامهم الدراسي الطويل، وهو اتخاذ القرار المصيري حول اختيار تخصصهم الجامعي أو المهني، مع صدور المفاضلة الجامعية، تنكشف أمامهم أفق الخيارات العديدة، لكن هذه الخيارات غالباً ما تكون محاطة بمزيج من الرغبات الشخصية، تطلعات الأهل، وضغوط المجتمع، ليصبح هذا المفترق نقطة تحول مهمة في مسار حياتهم المهنية والشخصية.

الأهل يريدون الأمان

استطلعت صحيفتنا “الحرية” آراء بعض الطلاب حول هذا التحدي، حيث عبّر العديد منهم عن الحيرة التي تواجههم في ظل ضغوط الأهل ومعدلاتهم وشغفهم، فمنهم مَن يعبّر عن رغبته في اتباع شغفه، فيما يرى آخرون أن معدلاتهم تضعهم في مسار غير متوافق مع أحلامهم.

خبيرة تربوية: الضغط النفسي يؤدي إلى اختيارات غير مناسبة

زينة شعبان، طالبة ثانوية فرع الأدبي (معدل 175)، تشعر بحيرة بين شغفها بالإعلام وإصرار والدها على اختيار الحقوق، لأنه أكثر شمولية في مجالات العمل، وأضافت: لا أدري إذا كنت سأندم على اختياري لاحقاً.

محسن عزيز، طالب فرع علمي (معدل 194)، يفضل دراسة هندسة البرمجيات ويلقى تشجيعاً من أهله لاختياره، مشيراً إلى أن الاختيار يكون بناءً على شغف الشخص، لا أن يكون مبنياً على المعدل أو رغبة الأهل.

ميس إسماعيل، طالبة فرع علمي (معدل 205)، تحلم بدراسة الطب، وتلقى دعماً كاملاً من أسرتها لتحقيق طموحها.

خضر حسن، طالب فرع علمي (معدل 193)، اختار معهد نفط رغم رغبة والديه في أن يدرس الهندسة، مبيّناً أن قراره نابع من شغفه وسيختار وفقاً لرغبته، وليس وفقاً لما يريده والداه.

دعاء أسعد، طالبة فرع علمي (معدل 207)، تحب الفنون والتصميم الغرافيكي، لكن والديها يفضلان لها الصيدلة لأنها مهنة مستقرة، تقول: أشعر بتضارب وحيرة بين ما أحب وما يراه أهلي الأفضل.

القرار بوعي وحوار

فيما يتعلق بهذا الموضوع، ترى المرشدة النفسية يارا عباس، أن الضغط النفسي الذي يتعرض له الطالب من الأهل أو المجتمع قد يؤدي إلى اختيارات غير مناسبة تؤثر سلباً في مستقبله المهني والنفسي.

وأشارت إلى أن تحديد التخصص الجامعي أو المهني يجب أن يتم بناء على حوار مفتوح بين الطالب وأسرته، مع مراعاة التوازن بين الرغبات الشخصية والقدرات العلمية واحتياجات سوق العمل بعيداً عن العاطفة والضغط المجتمعي.

حوار مبني على رؤية مستقبلية

ونوهت بوجوب أن يكون اختيار التخصص الجامعي قراراً جماعياً يشترك فيه الطالب مع عائلته بشكل واع، مؤكدة ضرورة أن يتم الحوار بناءً على فهم واضح وواقعي لفرص العمل في المستقبل، ويجب على العائلة أن تدرك أن التخصص يجب أن يتماشى مع ميول الطالب وقدرته على التفوق فيه، وليس فقط بناء على المعدل.

وأضافت: الطالب الناجح لا يحتاج فقط إلى معدل مرتفع، بل يحتاج إلى قرار مدروس يؤسس لمستقبل مهني مستقر وناجح، من المهم أن نراعي ميول الطالب ورغباته، ففي النهاية هو الذي سيعيش مع قرار اختياره طوال حياته المهنية.

خطوة حاسمة

وتابعت: إن اختيار التخصص الجامعي أو المهني ليس مجرد قرار أكاديمي، بل هو خطوة حاسمة في تشكيل مستقبل الطالب، ولذا فإن التوازن بين شغف الطالب، تطلعات الأهل، وضغوط المجتمع يجب أن يتحقق من خلال حوار مفتوح ومبني على رؤية مستقبلية واعية.

في النهاية، يبقى القرار هو قرار الطالب، والوعي هو السبيل نحو مستقبل مهني ناجح ومستقر.

Leave a Comment
آخر الأخبار