نبض الوطن في ساحات التجديد والعُقاب الذهبي يحلّق بحلته الجديدة.. سوريا تشرق بهوية بصرية جديدة من “رماد المعاناة إلى أفق الأمل”

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- إلهام عثمان:

في مشهد مهيب يجسد روح التجديد، تجمهرت الحشود في ساحات المدن، انطلاقاً من دمشق الفيحاء إلى أقصى المحافظات السورية، في احتفالية وطنية عارمة، فلم يكن هذا الاحتفاء مجرد تدشين لرموز بصرية، بل كان لحظة فارقة بإطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، التي أعلنت عنها رئاسة الجمهورية.
رجاء فاعور معلمة مدرسة تدلي برأيها قائلة: لقد غمرت هذه الفعالية الوطنية قلوب أبناء الوطن بنشوة الفخر والاعتزاز، وشعورٍ عميقٍ بالولادة من رحم المعاناة، مؤكدةً قيم الانتماء والوحدة، مضيفة: إنها إعلان عن تحول عميق في مسار سوريا، من زمن الركود والاضطهاد الذي دام لعقود، إلى فجر جديد يفيض بالحياة بعد سنوات النصر والتحرير.

طائر الفينيق

من جهته يؤكد عبد الله الصواف متقاعد، قائلاً: تنطلق الهوية البصرية برؤية طموحة لتحويل ملامح سوريا نحو عهد جديد، عهد يزهو بالحياة بعد أشهر من النصر والتحرير، إنها قطيعة واضحة مع زمنٍ طال فيه الركود والتخلف والظلم والاضطهاد لعقود خلت، هذه الهوية التي تستلهم سماتها من طائر جارح، لا تعكس مجرد رمز، بل تجسد قيم القوة والعزم والسرعة والإتقان والابتكار في الأداء، لتكون بمثابة طائر الفينيق الذي ينهض من الرماد، مبشراً بمرحلة تاريخية جديدة لسوريا وأبنائها.
أما رانيا جوهر طالبة في كلية الفنون الجميلة، عبرت بكل فرح، أنه لطالما كان العقاب، ذلك الطائر الجارح الذي يتربع على رؤوس الجبال، رمزاً للأنفة والشجاعة في الوجدان السوري والعربي، لا يأكل إلا من صيده، سيداً في مملكته.. لكن بعد مرحلة التحرير، ومع تبدل المشهد الوطني برمته، بات لزاماً على هذا الرمز أن يتجدد، ليحمل رسالة تتوافق مع التحولات العميقة.
في السياق ذاته يضيف الصواف: رغم الإبقاء على العقاب ذاته كشعار، إلا أن مكوناته البصرية قد اختلفت جذرياً في الرسم والتصميم وفي الرسالة والهدف، لينصب بقالب أكثر كرامة وعلواً.. إنها الهوية الجديدة، التي تسعى لتجاوز هذا التصور، لتعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة أو التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، حيث التنوع الثقافي والعرقي ليس عامل فرقة أو تنازع، بل هو مصدر إغناء وإثراء حقيقي، إنها تستمد من العقاب ذاته القوة والعزم، لكن بروح جديدة ونفس واحد تعكس شراكة أعمق بين الدولة والمواطن.

الهوية الوطنية

وهنا يبين الخبير الاقتصادي محمد الريحاني من خلال حديثه لـ”الحرية”، أن الهوية تتحاوز مجرد الرموز لتلامس جوهر بناء الإنسان السوري، وتسعى لترميم الهوية الوطنية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، إنها دعوة لإعادة الثقة والكرامة والموقع الطبيعي لسوريا وأبنائها، سواء في الداخل أو الخارج، ويُعد الشباب السوري، الذين ساهموا بفاعلية في صياغة هذه الهوية، هم المهندسون الحقيقيون لهذا التحول، فبمبادراتهم وإبداعهم، وتحديهم للظروف، وإيمانهم الراسخ بأن سوريا تستحق المزيد، أعلنوا قطيعة واضحة مع منظومة القهر والاستبداد التي سادت لعقود.
وفي صميم رسالتها، تؤكد الهوية الجديدة وحدة سوريا ورفضها التام لأي تجزئة أو تقسيم. إنها تعبيرٌ عن سوريا الواحدة الموحدة، حيث يُنظر إلى التنوع الثقافي والعرقي كروح واحدة.

في أبهى حلتها

كما أوضح الريحاني بأن الهوية لم تكن مجرد فكرة مجردة، بل ترجمتها الحكومة إلى خطة عمل شاملة، فقد أصدرت توجيهات بأن يشمل مشروع الهوية البصرية إعادة تصميم شاملة للشعارات الرسمية، والعملة الوطنية، وجوازات السفر، وكافة الوثائق الحكومية، وقد ركزت التصاميم الجديدة على دمج التراث السوري العريق بالحداثة المتطورة، في تفاصيل دقيقة تهدف إلى تقديم سوريا للعالم بأبهى حلة، كدولة ذات تاريخ أصيل ومستقبل واعد.

نحو التعافي والبناء

وختم الريحاني: إن إشهار الهوية البصرية الجديدة ليس مجرد حدث عابر، بل هو محطة مفصلية في مسيرة سوريا نحو التعافي والبناء، إنه احتفال جماهيري بالصمود، وتأكيد الإرادة الوطنية في رسم ملامح مستقبل يليق بتضحيات أبنائها، ويعلي من شأنها كقلب نابض في المنطقة والعالم لنقول بصوت واحد أنت سوري إذاً أنت عُقاب العزيمة.

Leave a Comment
آخر الأخبار