الحرية- ميمونة العلي:
نظمت جمعية النجاة الخيرية في حمص ورشة عمل لدعم الناجين والناجيات من المعتقلات في زمن النظام البائد ،صحيفة “الحرية” كانت هناك وأجرت لقاءات مع مجموعة من الناجين الذين خسروا سنوات من أعمارهم في المعتقلات.
الشاب محمد زهرة اعتقل بسجون النظام البائد عدة مرات، الأولى بسجن عدرا بعد أن قضى فيه مدة أربع سنوات ونصف السنة بتهمة “الإرهاب” ،ثم بعدها أمسكت به عناصر النظام المجرم بتهمة التخلف عن خدمة العلم وسيق إلى الخدمة الإلزامية، وعند أول إجازة كما يوضح تزوج وهرب إلى لبنان، وقبل سقوط النظام بحوالي ثمانية أشهر عاد إلى سوريا مع زوجته، وعند الحدود تم اعتقاله وضربه أمام عائلته، ثم سيق إلى سجن صيدنايا الذي بقي فيه ثمانية أشهر حتى حرره الثوار.
بدوره الشاب ملاذ عبد اللطيف الأسعد الناشط الإعلامي والإنساني والذي كان معروفاً خلال الثورة باسم الإعلامي أبو بلال الحمصي من حي بابا عمرو، اضطر هو وعائلته للهجرة خارج البلاد هرباً من طغيان النظام المجرم، لافتاً الى أنه عاد إلى سوريا بعد انتصار الثورة، وهو حالياً يعمل على تأسيس المجلس السوري للشؤون الإنسانية وعمله إعلامي لتقديم دعم لمقدرات الشباب على مستوى حمص وسوريا ككل.
فوبيا الحواجز
تلخص قصة جمانة فطراوي المعتقلة في سجون النظام البائد قصة سوريا كلها..قصة كل أم وزوجة ثم أرملة بعمر العشرين عاماً عانت في سجون النظام البائد ونالتها سهام ذوي القربى، تقول جمانة: نزحنا إلى بيت أهل زوجي في حي الوعر في حمص عام ٢٠١٢ وعندما ذهبنا في زيارة أهلي إلى حيث نزحوا في مجمع النورس في طرطوس فوجئنا بعناصر أمن الدولة يقبضون علي وعلى زوجي وسلفي وزوج أختي، ولما أخذونا إلى فرع أمن الدولة فوجئنا بأنهم أخذوا أخي وخالي رهينة عندهم واستمر اعتقالي حوالي الشهر.
مضيفة: بقيت ثمانية أيام في سجن طرطوس المركزي ، وبعدها قاموا بتحويلنا إلى فرع أمن الدولة في دمشق، ثم خرجت أنا وزوج أختي بعد شهر وقد وكلت أمي لنا محامياً ، بينما أخذوا زوجي وشقيقه إلى سجن صيدنايا، وأعطوني بعد عام شهادة وفاة لزوجي، وكان لابد من العودة إلى حمص لأسجل الأولاد في المدرسة وهنا فوجئت بأن سلفي يستفيد من مخصصاتنا في الجمعيات الخيرية بينما أعاني مع أولادي الأمرّين في سبيل تأمين المأكل والمأوى ، لقد مررنا بظروف صعبة والحمدلله تتوجت تضحياتنا بالنصر، وأكثر ما كان يخيفني هو الحواجز، نعم كلما رأيت حاجزاً خفت الاعتقال ولم يفارقني هذا الشعور إلا عندما سقط النظام.
تضييق
ندى عثمان اعتقلتها “المخابرات الجوية” عام ٢٠١٥ بتهمة “تمويل الإرهاب” والخروج في المظاهرات، توضح ندى أنها حينما خرجت من المعتقل كانت منهارة جسدياً ونفسياً وحينما قررت اللجوء إلى طبيب نفسي فوجئت بخوفه من أن يستقبلها بعيادته لكونها كانت معتقلة بسجون النظام ، وعندها قررت أن تعالج نفسها بنفسها فبدأت بأخذ الفيتامينات ليعود جسدها قوياً وبدأت بحضور جلسات الطاقة عبر الانترنت وتطوعت في مركز علاج لذوي الاحتياجات الخاصة.
وتضيف ندى أنها كسبت الدعوة التي رفعتها لتعود إلى عملها كمساعد مهندس في مديرية الخدمات الفنية في حمص بعد خسارتها لعملها على خلفية اعتقالها ، موضحة أن عودتها للعمل لم تكن مفروشة بالورود لأن عناصر المخابرات التابعة للنظام البائد صاروا يزورونها في المكتب يومياً -على سبيل التضييق كما توضح -ما اضطرها لتقديم طلب تقاعد.
وتتابع ندى وصف حياتها ، كُسر كتفي أثناء الاعتقال وبقيت في المعتقل لمدة شهرين ونصف، في “المخابرات الجوية” في حمص، ورغم شفاء الكسر إلا أن كتفي تؤلمني كلما تذكرت تلك المرحلة، والحمد لله على نعمة التحرير.