الحرية- وليد الزعبي:
ليس أقل من عديمي الإنسانية، يمكن وصف أؤلئك السائقين الذين يصدمون آخرين بآلياتهم في الطريق ويهربون.
مثل هؤلاء قليلي المروءة، أصبحنا لا نسمع عنهم فقط، بل قد يصادف أن نراهم بأعيننا وبأي لحظة أثناء سيرنا في الطرقات، وخاصة مع كثرة السيارات والدراحات النارية التي تتحرك بكثافة مؤخراً.
ما استدعى هذا التقديم هو ما حدث عند ظهيرة الأمس، حيث صدمت إحدى سيارات الإدخال الحديث، طالبة جامعية كانت تقطع الشارع المارّ من دوار ١٨ آذار باتجاه دوار البريد في مدينة درعا، وهروب سائقها، وقد تجمع حينها من كان في المحيط وأنا وزميلي من بينهم، حتى جرى تأمين إسعاف تلك الفتاة في سيارة أجرة إلى المستشفى، والحمد لله أن إصابتها كانت بسيطة.
لكن على خلفية هذه الواقعة، استاء الناس من هروب السائق وعدم توقفه لإسعاف تلك الفتاة بأسرع ما يمكن في سبيل إنقاذها فيما لو كانت إصابتها خطرة، وفي السياق عرض رجل ممن كانوا بين الجمع لحادثة أخرى مشابهة، حيث صدم أحد الشبان الطائشين بدراجته النارية طفلاً أثناء عبوره الطريق بالقرب من دوار الدلة بنفس المدينة، وهرب أيضاً.
قد يقول البعض إن الهروب هو بدافع الخوف من (فورة الدم) وردة فعل ذوي المصاب، لكن هذا المبرر غير مقبول أو مقنع مهما كانت ردات الأفعال، والأولى أن يتم إسعاف المصاب من جراء الحادثة، لأن الأمر يتعلق بإنقاذ حياته، وهذا التصرف الإنساني في حال تم، فإن ذوي المصاب يأخذونه بالاعتبار لدى الصلح، وقد يصفحون عن مرتكب الحادث بشكل تام وبلا أي مقابل حتى لو كانت النتيجة الوفاة لا سمح الله.
وتطفو إلى السطح هنا، ضرورة ردع ظاهرة القيادة الرعناء للدراجات النارية من الشباب الطائشين التي أعيت المجتمع لكثرتها، وكذلك ضبط من يقودون السيارات -أغلبها إدخال حديث- بلا أي شهادة أو خبرة، لأنهم قد يتسببون بوقوع حوادث لا تحمد عقباها.