«دور المثقّف في سوريا الجديدة» في ثقافي بانياس

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – ثناء عليان:

المثقف هو رسول اجتماعي ينتدبه التاريخ لحمل رسالة التغيير ومشاركة الناس في تحقيقه، ولأن دور المثقف ليس تفسير العالم وإنما تغييره، هذا يجعله وسيطاً بين المعرفة والجماهير من خلال الدمج بين القول والفعل، وأهم ما يعنينا في هذه الفترة في سوريا الحديثة هو مثقف الشارع أو المثقف العضوي، لأن للمثقف دوراً في تشكيل وعي الفرد بالانتماء و”المواطنة” وفي ردم الهوة الثقافية العتيقة والسحيقة بين النخب الثقافية وبين السلطة والناس، وللمثقف دور في إعادة البناء على المستوى الفكري لأن إعادة بناء الفكر يوازي إعادة الإعمار.

الدولة المدنية
بهذه المقدمة افتتحت الشاعرة سميا صالح الندوة التي أقيمت في ثقافي بانياس تحت عنوان: “دور المثقف في سوريا الجديدة”، بمشاركة الأديب والشاعر حسان شريقي والناشط الاجتماعي جابر عبود، الذي عرّف المثقف بالإنسان الذي يملك كمية من المعلومات والتجارب الثقافية والإنسانية ولديه تجارب فكرية وسياسية ولديه معاناة وهو ناقل لهذه التجارب وناقل المعرفة والوعي والقيم للمجتمع.
وبيّن أن الدولة المدنية هي دولة تأخذ بالقانون والدستور كأداة للحكومة يخضع لها المجتمع، كما أنها دولة حقوقية تراعي حقوق الجميع المكونات السياسية أو الدينية، والدولة المدنية هي الدولة التي نعيش فيها تحت سقف الدستور، والوصول لهذه الدولة ليس بالأمر السهل فهي تحتاج لتشكيل ثقافي من خلال لقاءات مع الأفراد والجماعات والمجتمعات الأهلية وتأطير الثقافة المدنية، والتي هي ثقافة المواطن.

مهام المثقف
وبيّن أن مهام المثقف في هذا الظرف التاريخي الصعب ترسيخ مفاهيم الدولة الجديدة “الدولة المدنية والسلم الأهلي” وإزاحة النمطية عن علاقاتنا الاجتماعية، والمواطنة برأيه ليست تعبيراً لفظياً بل هي مجموعة قيم وأفكار وأسس، للمواطن الحق أن يفكر كما يشاء ويقول ما يشاء و…و… شرط أن يلتزم بقانون.. وهذا القانون فوق الجميع.. ويضيف عبود: نحن الآن في معركة ثقافية بين أفول الفكر الديكتاتوري وسلطة الأمر الواقع التي ستقوم بمراعاة الثقافات، ونحن بدورنا يجب علينا التمسك بهذا، لأن دور المثقف حالياً هو تذكير الدولة بواجبها في بناء دولة.
بدوره بيّن الشاعر والأديب حسان شريقي بيّن أن المفهوم الحقيقي للثقافة هو البناء، وبناء الدولة ليست غاية بل هي وسيلة لتحقيق مصالح الناس، والدولة القوية تقوم على مجتمع قوي وسليم متماسك، هذا المجتمع المحور الأساسي لبنائه هو الثقافة، ومجتمع بلا ثقافة هو مجتمع لا معنى له.

تخريب المفاهيم
ولفت إلى أن أي طاغية عندما يريد أن يستبد ويتحكم بمصائر الناس أول ما يبدأ به هو تخريب المفاهيم المجتمعية على كل المستويات، مشيراً إلى أن هناك مفاهيم مدمرة في المجتمع، ودور المثقف في سوريا الجديدة تصويب المفاهيم الخاطئة وتصحيحها وإرشاد الناس إلى مفاهيم جديدة تقوم على ثقافة السوريين، فعندما نقول سنبني دولة سورية للسوريين فالمؤكد أنه سيتم بناؤها على الثقافة السورية.. من هنا يأتي دور المثقف في هذه العملية، فهو صاحب السلوك السليم، ويقوّم سلوك الإنسان بالمعرفة، كأول توجيه لبناء الدولة وهو الثقافة.

تفعيل دور الثقافة
ويرى شريقي أن على المثقف الذي يريد المشاركة والمساهمة في بناء المجتمع تفعيل دور الثقافة في تثقيف وتقويم سلوك الناس، لأن الثقافة عندما تكون مجرد معارف لن تكون فاعلة في تقويم السلوك، وستكون هي عبارة عن معلومات مخزنة في براميل لا تسمن ولا تغني من جوع، فالثقافة برأيه هي التي تفضي إلى تحسين السلوك، والمطلوب من أي دولة عندما تضع شعاراً أو دستوراً يجب أن يتوافق مع ثقافة الناس.

Leave a Comment
آخر الأخبار