رسائل عديدة للعالم تحملها زيارة وفد مجلس الأمن الدولي لدمشق

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية– آلاء هشام عقدة  :

في زيارة غير مسبوقة، زار وفد من مجلس الأمن الدولي ممثلاً بالدول الأعضاء فيه سوريا، حيث سيجري الوفد لقاءً مع الرئيس أحمد الشرع، بالإضافة إلى لقاءات مع مسؤولين سوريين لبحث الأوضاع في البلاد.

أهمية الزيارة

تحمل هذه الزيارة التاريخية العديد من الرسائل الهامة، حسب ما بيّن الدكتور ذو الفقار عبود، أستاذ العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد بجامعة اللاذقية لـ “الحرية”. وأوضح أن زيارة وفد أممي من مجلس الأمن الدولي إلى سوريا تحمل رسائل متعددة للعالم والإقليم، وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي، إذ تتزامن مع مرور عام على التحرير وبداية مرحلة جديدة من التعافي في سوريا بعد الصراع.

على مختلف الأصعدة

وأضاف ذو الفقار: إن الزيارة تمثل تجسيداً عملياً لتحول كبير في طريقة فهم المجتمع الدولي للوضع السوري، وهي في الوقت نفسه تطرح تساؤلات عدة حول التوجهات المستقبلية لسوريا في ظل الظروف المستجدة، فقد مرّت البلاد بتجربة حرب مدمّرة وكوارث معقدة على مدار أربعة عشر عاماً، دُمّرت خلالها مقدّرات سوريا الاقتصادية، وتهمّشت سياسياً بسبب الانخراط في سياسات المحاور والتحالفات الضيقة، ما انعكس سلباً على صورة المجتمع السوري وانقسامه. كما أن معظم السوريين باتوا يعيشون في فقر مدقع نتيجة نهب الموارد وعسكرة الاقتصاد بين أطراف مختلفة.

خبير: الزيارة اعتراف من المجتمع الدولي بأن سوريا أصبحت دولة ذات سيادة.. قوية وموحدة  

سوريا تتعافى بنفسها وتغير الموقف الدولي

وأوضح ذو الفقار أن المؤشرات بدأت تتبلور اليوم حول استقرار الوضع الاقتصادي والسياسي رغم التحديات العديدة التي تواجه الإدارة الجديدة في سوريا، ومن هنا تأتي زيارة وفد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لتشير إلى تغير في الموقف الدولي تجاه سوريا، وهو ما يمثل ركيزة أساسية لتأكيد القدرات الذاتية للبلاد على قيادة عمليات التعافي الوطني بنفسها، بعيداً عن التدخلات الخارجية أو الضغوط الدولية التي كانت سائدة في السنوات الماضية.

اعتراف رسمي

كما تُبرز الزيارة التقدير الدولي للمسار الذي اتخذته الحكومة السورية الجديدة في التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وصيانة تماسك المؤسسات الوطنية، ويعكس هذا التحول الدولي تغيراً استراتيجياً في التعامل مع الملفات السورية، ويعزز مصداقية الحكومة الجديدة في قيادة المرحلة المقبلة. وأصبح استقرار سوريا يُنظر إليه اليوم كشرط أساسي لعودة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط بعد سنوات من الفوضى والصراعات.

ويرى ذو الفقار أن الزيارة ستقود إلى تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والتمويل، إضافة إلى التنسيق الأمني في مكافحة الإرهاب، لتشكل بداية مرحلة جديدة من تاريخ سوريا هي مرحلة التعافي والبناء. ويختتم بتأكيد أن المجتمع الدولي، من خلال هذه الزيارة، يثني على صمود الشعب السوري بفئاته كافة في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطبيعية، لأنه شعب حيوي قادر على النهوض بوطنه وإعادة بنائه بكل اقتدار.

 

Leave a Comment
آخر الأخبار