الحرية- ناظم عيد – رئيس التحرير:
ربما سيوافقنا كل قارئ متأنٍ في العمق السياسي والاقتصادي لسوريا الدولة، إن رأينا أن الاتفاق الذي جرى توقيعه أمس بين الدولة السورية و”الإدارة الذاتية” يحظى بثاني أهم حدث نوعي مؤثّر بعد إسقاط النظام البائد، على مستوى سيرورة انطلاق سوريا الجديدة نحو أفق طالما تطلع إليه السوريون جميعاً.
كما نتوقع أن يوافقنا الجميع على أن البلاد قد خطت أمس خطوة إستراتيجية حقيقية نحو بناء وتمكين سوريا الدولة صاحبة السيادة على أراضيها ومواردها، وسيكون العائد الملموس مباشراً على الأرض وستبدأ ملامحه بالظهور على شكل متوالية صاعدة.. لأننا بالفعل اليوم أصبحنا على بوابة ميدان جديد كل ما فيه يدعو للتفاؤل.
ستعود أهم منابع النفط والغاز إلى المواطن السوري، وستتدفق الكهرباء في شرايين الحياة السورية، وستقلع معها كل مؤسسات التنمية التي كانت ترزح تحت وطأة حالة شبه شلل مطبق على مدى ردح طويل من الزمن، كانت فاتورته باهظة الثمن دفعها المواطن في المحصلة.. ويعلم الجميع ماذا يعني معاودة انطلاق عجلة التنمية..وتالياً تسارعها وتفاعل كل المكونات الاقتصادية والمجتمعية، وما يعد به ذلك من حلّ جذري لدوامة مشكلات عميقة ومؤرقة.
نقول ذلك مع إدراكنا أنه لا يمكن اختزال الاتفاق بأبعاد سطحية تتعلق بإيرادات وعائدات فحسب.. فالاتفاق انطوى على تفاصيل بالغة الأهمية ترتبط بقضايا عميقة على المستوى الوطني طالما كانت عالقة وأخفقت جميع القوى في الداخل والخارج بحلها على مر سنوات خلت.
ولعل الأهم والمفهوم الجامع في هذا الصدد، هو السلام والاستقرار كجزء من بدايات الطريق الضامن للوصول إلى الهدف السامي المتمثّل في بناء سوريا الدولة الجديدة، وتقدمها نحو أفق سلام ونماء راسخ.