غزّة في مهبّ المشاريع

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- راتب شاهين:

كثرت المشاريع لإراحة الكيان الصهيوني، من المقاومة المحقّة لشعب فلسطين، في الخارج وما بقي منه في داخل خريطة فلسطين الممزقة، في الضفة الغربية وقطاع غزة المدمر والمحاصر، لكن أكثرها غرابة طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الأيام بنقل شعب غزة إلى أماكن أخرى.
طرح ترامب يتجاهل حقائق ثابتة، أولها: إن شعب غزة هو شعب الأرض الأصلي، وثانيها: تجاهل تام لصمود المقاومة، وبالتالي تجاهل نتائج الصراع، الذي دام لأكثر من عام، وما نتج عنه من عدم إحراز جيش الكيان لأهدافه المعلنة من الحرب، على أقله، فالمقاومة بقيت، وشعب غزة متمسك بأرضه وحتى بركام منازله.
غزة هي كل شيء، هي الحجر والركام و”خيمة أم سعد” المقاومة والصامدة، هي الإنسانية التي هي الأرض والبشر، التي مهما حاولت الغطرسة القفز فوقها، ستبقى العنوان الذي يستحق النضال لأجله.
إن قضية غزة ليست موضوعاً عقارياً، كما أعلنت عن ذلك باريس مؤخراً، بل قضية إنسانية، وهي قضية شعب محقة، وقضية عالقة في حلق المجتمع الدولي، الذي بقرار جاهل من بعض دوله، ومؤامرة مخطط لها من دول أخرى، أقر لعصابات صهيونية “دولة” على حساب شعب آخر، ومتجاهلاً أبسط مبادئه التي أقرها في حق الشعوب بتقرير مصيرها.
كثيرة هي المشاريع التي رسمت للمنطقة، خلال العقود الماضية، لكنها دائماً ما واجهتها شعوب المنطقة بإرادة وعزيمة وبتضحيات كبيرة، ومشروع ترامب من جملة هذه المشاريع، التي انتهت إلى فشل، لكن مع مضعفات كيدية للمنطقة استطاعت شعوب المنطقة امتصاصها.
الكثير من الاقتراحات ستسمع عن أماكن لنقل أهل غزة، ستتغير الأماكن لكن يجب أن يكرس العمل العربي، بقرار واحد وواضح، لمواجهة أي طرح لا يؤكد على إقامة دولة فلسطينية، بحسب قرارات الأمم المتحدة.
لـ”إسرائيل” وكل دولة ترعاها مشاريعها، لكن للشعب الفلسطيني كلمة، فغزة التي تمنى في يوم ما، رئيس وزراء “إسرائيل” السابق أرئيل شارون، أن “يبتلعها البحر”، لا تزال في مكانها، في حلق المحتل تنغص عيشه، بينما الضفة الغربية تشكل معضلة للكيان، وستبقى كذلك، ما دام الإنسان  يقدس أرضه.

Leave a Comment
آخر الأخبار