زيادة وتيرة الجفاف والانحباس الحراري تزيد من رقعة المساحات المتصحرة.. فهل نرى الاهتمام بالمشاريع الصغيرة؟

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد فرحة:

كلما تفاقمت وتيرة الانحباس المطري ونوبات الجفاف زادت رقعة التصحر، وتراجع الإنتاج الزراعي، والحل المطروح هو عودة  الاهتمام والتركيز على المشاريع الصغيرة والمتوسطة  والمتناهية الصغر  بشكل جدي وفعلي، وخاصة مع تشكيل الحكومة الجديدة.
حيث تشير الدراسات إلى أن وتيرة التصحر تتزامن وتترافق مع نوبات الجفاف والانحباس الحراري، مايزيد أيضاً في الرقعة اليابسة وخروج مساحات كانت يوماً تعطي إنتاجاً زراعياً ومكوناً غذائياً. فمن المعروف أنه كلما اشتد الجفاف والمتغيرات المناخية  المتسارعة يزيد  ارتفاع حرارة الأرض، وبالتالي يتراجع الإنتاج الغذائي ومردود وحدات المساحة.
ولعل المتتبع للواقع المناخي والبيئي خلال السنوات الخمس الماصية، يلاحظ  شدّة المتغيرات التي طرأت على الأرض والغذاء العالمي، وهنا السؤال يطرح نفسه مؤداه: كيف هو حال المشاريع الصغيرة والمتوسطة  والمتناهية الصغر اليوم؟ وهل مازالت الرغبة لدى  المشتغلين فيها  وتراودهم أفكار تطويرها؟
من جهته، دعا الصندوق الدولي للتنمية الزراعية  إلى ضرورة التركيز على هذه المشاريع، وخاصة تلك المتعلقة بالتغذية من أجل النمو وزيادة الاستثمارات بالنظم الغذائية المحلية لتعزيز مسألة التغذية والنمو الاقتصادي، وخاصة المتعلق منها بالاستثمار الزراعي الصغير والمتوسط والمتناهي الصغر، فهي من أكثر الطرق  تأثيراً  لمعالجة سوء التغذية والانكماش  الغذائي الزراعي، زد على ذلك لما تسهم به في دعم الأمن الغذائي، لو توافر لهذه المشاريع الدعم الكافي والوافي، كون ذلك يعود بفوائد دائمة على الاقتصادات  الوطنية.
في البحث عن جواب للسؤال التالي: كيف هي هذه المشروعات اليوم، وخاصة تلك الموجودة في قرية قطرة الريحان، التي أطلق عليها القرية النموذجية، وكانت تجربة أولى لمثل هذه المشاريع؟ أوضح المهندس فادي سعيد الذي كان إلى ما قبل أمس مسؤولاً ومنسقاً عاماُ  لهذه المشاريع، في دردشة قصيرة معه مختصراً  بعدة كلمات ماتعاني منه هذه المشاريع والمشتغلين: حالياً كل شيء متوقف في هذه المشاريع  أسوة بغيرها، زد على ذلك تدهور الأسعار والتي لم تعد ريعية ربحية، وخاصة المتعلق منها بتربية المواشي وهو الذي كان مناسباً في الفترات الماضية، ماشكل حافزاً مهماً للعاملين بهذه المشاريع.
وتطرق المهندس سعيد إلى أن تدني أسعار المواشي اليوم  للحضيض، دفع بالمربين إلى التريث والتأمل فيما جرى ويجري.
وتسأل «الحرية»: وما هو المطلوب اليوم؟
فيجيب: إعادة النظر بالأقساط الممنوحة من البنوك ، بعدما فقد المشتغلون بهذه المشاريع الرغبة.
بالمختصر المفيد: تشكل المشاريع الصغيرة والمتوسطة رافداً مهما لاقتصايات العالم، زد على ذلك ماتشكله من فرص العمل لتحسين الدعم الأسروي، وما تسهم به في التنمية الزراعية من خلال الاستثمارات في هذا الشأن.
ولا نستبعد أن هذه القضية ستكون حاضرة على جدول وبرامج الحكومة الجديدة بعدما  أمطرها المعنييون السابقون  بتصريحات وجولات وندوات وملتقيات، ومع كل ذلك  كانت النتائج صفراً.
فكيف سيكون الحال مع الانحباس الحراري ونوبات الجفاف المتلاحقة  وحالة التصحر التي تزداد رقعتها  وتتضاعف وبالتالي ارتفاع قيمة وسعر الغذاء في العالم؟ فهل هناك من يعزز النظم المحلية  لتعزيز التغذية والنمو الاقتصادي؟

Leave a Comment
آخر الأخبار