الحرية- حسيبة صالح :
الموسيقى ليست مجرد نغمات تتردد في الفضاء بل هي لغة الروح التي تجمع بين القلوب وتعبّر عن المشاعر بأروع الألحان.
عازف التشيللو السوري أثيل حمدان هو واحد من أبرز الموسيقيين في العالم العربي بمسيرة فنية مميزة وموهبة فريدة.
تمكن حمدان من ترك بصمة قوية في عالم الموسيقى الكلاسيكية من خلال رحلته من دمشق إلى أوكرانيا ثم العودة إلى سوريا فالرحيل لألمانيا.. تميز بمثابرته وشغفه العميق بالموسيقى.
في هذا اللقاء لجريدة الحرية يشاركنا الاستاذ أثيل حمدان تجربته الشخصية والمهنية ويكشف لنا عن تأثير الموسيقى على حياته وأحلامه المستقبلية وعن مشاركته في برنامج “أوكتاف” للموسيقى الكلاسكية على MBC.
تمثل البرامج الموسيقية مثل “أوكتاف” فرصة لتعزيز الثقافة الموسيقية ونشر الوعي بأهمية الموسيقى الكلاسيكية، بهذه العبارة بدأ أثيل حمدان حديثه للحرية..
وأضاف حمدان: أوكتاف جمع بتناغم اللطف والجدية والاحترافية وكأننا في ورشة عمل فنية عملاقة.. فريق متكامل وناجح بكل المقاييس، شاركني العزف عازف البيانو أنتوني كنوز خريج المعهد العالي للموسيقا، كنت أعرفه وهو طفل صغير والآن أصبحنا نعزف معاً، هو عازف ممتاز ومرافق حساس جداً بكل التفاصيل من خلال أول تمرين كان الانسجام.
وفي السياق يقول حمدان: تكلمت في أوكتاف عن خمس قطع موسيقية ولكن عزفت قطعة واحدة تناسب وقت البرنامج وهي للموسيقى العالمي غابرييل فوريه (ما بعد الحلم) وهي من المدرسة الفرنسية الجديدة التعبيرية.. جذبني البرنامج لأنه مختص بالموسيقى الكلاسيكية لندرة هذه البرامج في منطقتنا بشكل عام ولكن كان للتلفزيون السوري برنامجان الأول للأستاذ رياض قدسي، ومن ثم الأستاذ فاهيه تمزجيان حوار مع الموسيقى.
أما عن مسيرته الموسيقية يقول حمدان: درست في المعهد العربي للموسيقا بدأت في السابعة من عمري، ثم سافرت إلى أوكرانيا لمتابعة دراستي الموسيقية العليا حيث نلت الماجستير من كونسرفتوار أوديسا الوطني، وبعد عودتي إلى سوريا درست في معهد صلحي الوادي والمعهد العالي للموسيقى.
حول علاقته بآلة التشيللو يقول حمدان : هي مرآتي أعبّر من خلالها عن الأحاسيس والمشاعر التي تغمرني، شدني عزف معلمتي (أولغا يعقوب) على التشيللو وسحرني أداؤها، تركت العزف على البيانو واخترت التشيللو.. كنت مدير معهد العربي وأنا من حولت اسمه لمعهد صلحي الوادي تكريماً له، ومن ثم عميد المعهد العالي للموسيقا في دمشق كانت فترة مميزة مع الأصدقاء وفريق العمل استطعنا تقديم نتائج كبيرة على كل الصعد، والآن خريجو المعهد أساتذة ممتازون وقد انتشروا في كل العالم وكانت لهم بصمة كبيرة.
مضيفاً: دفعتني ظروف الحرب وعدم وجود الأمان والتهديدات الدائمة والاستدعاءات لفروع الأمن وعدم مساعدة وزارة الثقافة لترك سوريا الحبيبة والذهاب إلى ألمانيا.
التحديات عند حمدان هي الحفلة القادمة القطعة الموسيقية الجديدة والمسرح الجديد، هي درس مع طالب جديد ولكنها تحديات جميلة لأنها إنجاز موسيقي وتطوير النفس روحانياً وتقنياً كعازف تشيللو، وينصح الشباب بالتعلم الدائم والقراءة واكتساب المهارات الإبداعية وأن يعيشوا الحياة بجمالها.
وعن مشاريعه المستقبلية بيّن حمدان أن أهمها مشاركة في العزف بمعرض لفنانين تشكيليين وإبراز انطباعي حول أعمالهم بالموسيقى، وتقديم برنامج مع مغنية أوبرا من ليتوانيا وعازفة بيانو من أوزبكستان في برلين، سيقدم من خلاله أغاني الأفلام القديمة من كل أنحاء العالم، بالإضافة للحفلات الجديدة.
أثيل حمدان فنان مبدع وعازف تشيللو بارع يسعى لتقديم أعمال موسيقية مميزة تعكس رؤيته الفنية وتسهم في تعزيز الوعي بالموسيقى الكلاسيكية، وبفضل شغفه و إبداعاته أصبح أحد أبرز الموسيقيين .