الحرية- دينا عبد:
تبرز المشاريع المنزلية كخيار جيد في ظل التحديات الاقتصادية والمتغيرات في سوق العمل، حيث تعتبر وسيلة فعّالة تحقق دخلاً ثابتاً للأفراد ، كما أنها تمنح أصحابها فرصة مؤاتية للعمل في بيئة مرنة تمكن صاحب المشروع من تجربة أفكاره دون ضغوطات بيئة العمل التقليدية.
تجارب رابحة
آية درغام خريجة معهد فنون الجميلة وجدت نفسها بلا عمل بعد أن تخرجت، وبدلاً من انتظار وظيفة حكومية، قررت استثمار مهاراتها في تصميم الإكسسوارات اليدوية باستخدام الخرز والمواد المعاد تدويرها، وتوضح في حديثها لصحيفة “الحرية” أن الطلب على منتجاتها في تزايد مستمر، ودخلها المادي بات جيداً في ظل ازدياد الطلب على منتجاتها تزامناً مع حلول مناسبات كعيد المعلم وعيد الأم وغيرهما.
أما زهراء أحمد – متقاعدة- فقد قررت أن تنشئ مشروعاً خاصاً بها يعينها على مصاريف الحياة إلى جانب راتبها التقاعدي وهو إصلاح الملابس وترميمها، فأسست لذلك غرفة خاصة في منزلها واشترت ماكينة خياطة ووضعت إعلاناً عبر الواتس، وهذا ما ساعدها على تأمين دخل إضافي، وبالرغم من أنها وصفت هذا العمل بالمشروع البسيط إلا أنه كبداية تأمل أن يكون جيداً.
بدورها أريج محمود -خريجة معهد فندقي- بيّنت في حديثها لصحيفة “الحرية ” أنها تعمل في مجالها واختصاصها وبعد تخرجها وجدت نفسها تلبي طلبات الزبائن وخاصة النساء اللواتي لا يملكن الوقت في تحضير الطبخات الكبيرة التي تتطلب ساعات طويلة وخاصة للسيدات الموظفات، وتقوم بنشر ما تحضره وتحصد الإعجابات، وتشير أريج إلى أن المشاريع المنزلية تتميز بإعتمادها على رأس مال صغير وبنفس الوقت تعطي صاحب المشروع فكرة مبدئية على معايير الكسب والخسارة والخطأ والصواب وهذه مبادئ عامة يحتاج إليها صاحب المشروع.
خيار استراتيجي
بدورها أوضحت الباحثة الاجتماعية أسمهان زهيرة أن المشاريع المنزلية تعزز التماسك الاجتماعي من حيث مشاركة أفراد العائلة في العمل، كما تحسن جودة الحياة بتحقيق دخل ثابت نوعاً ما للأفراد، حيث تعمل على تلبية احتياجات المجتمع من خلال إتاحة فرصة عمل في بيئة مرنة تولد أفكاراً جديدة دون ضغوطات بيئة العمل التقليدية وتعزز الاستقلال المادي ولو كان بالحد الأدنى ما يعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية باليسير في ظل الوضع الاقتصادي وتحدياته.
منوهة بأن المشاريع المنزلية باتت خياراً استراتيجياً للكثيرين وخاصة الذين أنهكتهم البطالة وللذين يسعون لتحقيق استقلال مادي بعيداً عن قيود الوظيفة التقليدية.
مبيّنة أن المشاريع المنزلية ليست مجرد حلول مؤقتة، بل يمكن أن تكون نقطة انطلاق لنجاح طويل الأمد، شريطة المثابرة والاستمرارية والإبداع.