من أين سنوفر المياه اللازمة دوماً لإنعاش القطاع الزراعي والشرب؟

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد فرحة:

منذ قرون مضت وحتى يومنا هذا والعالم يعمل على توفير المياه كل في مجاله، حفاظاً على ديمومة الحياة وإنعاش الاقتصاد.
يقول المهندس صبحي كحالة أحد أهم الكفاءات السورية التي تعاملت مع موضوع المياه إشرافاً ومسؤولية وإدارة في كتابه: المشكلة المائية بين سوريا وإسرائيل، منذ وجود الكيان الإسرائيلي وتعاون كل من بريطانيا وفرنسا حاولت إسرائيل السطو على المياه العربية وتحديداً السورية، زد على ذلك لم نستنفد نحن هنا في سوريا من الوسائل المتاحة طوال اربعة او خمسة عقود من الزمن فيما يتعلق بتخزين مياه السيول التي تذهب هدراً وإنشاء محطات تحلية المياه والصرف الصحي / المياه العادمة / لاستخدامها في سقاية المزروعات إلى حدودها القصوى.
والحل يتابع المهندس كحالة بأنه سيأتي يوم ونرى أننا بتنا وجهاً لوجه أمام السؤال الملح: من أين سنوفر المياه اللازمة دوماً لانعاش وسقاية المحاصيل الزراعية؟
ففي عام ١٩٥١ جففت إسرائيل بحيرة الحولة، رغم محاولة سوريا في تلك الفترة إيقاف ذلك، فعندما يكون مصيرك المائي رهن الآخرين دون أن تجد الحل فهذا يعني أنك ستعاني من توفير أهم مصدر للحياة البشرية وهو الماء ومن ثم الغذاء.
فالمياه كانت منذ نشوء البشرية مفتاح باب الحضارة واستقرارها، فلولا النيل والفرات ودجلة والسند وغيرهما من الأنهار في العالم لما قامت حضارات مستقرة، إنها المياه التي جعل الله منها كل شيء حي،
اليوم ونحن نرى جمال بساتين ضفاف نهر العاصي عطشى والحقول قد خلت من زراعة المحاصيل والخضروات التكثيفية التي كانت تزرع دوماً ونحن الذين لم نعتد أن نرى أرضاً مروية كانت وإذ بها اليوم تنام بوراً، ولعل المشهد ذاته يتكرر، ذاك الذي رأيته يوم أمس المتمثل في انخفاض منسوب سد الحولة بريف حمص وكذلك منسوب سدي الرستن ومحردة، أتساءل كم أخطأت الحكومات في العقود الماضية عندما لم تع ولم تدرك قيمة المياه للأجيال اللاحقة من أجل حياة مستدامة، وليس من باب العجز لم تفعل ذلك بل من باب الإهمال والتقصير، والركون إلى قضايا أقل قيمة، بل من كان يطالب بمثل هذه الأمور في مايسمى البرلمان كانوا يتصدون، فالمجلس كان يصفق للحكومات وليس ليسائلها عن تقصيرها.
ولذلك لم يكن لدينا مايكفي من الحصاد المائي ولا محاولة تأهيل سدود وضعها الفني غير جيد، سدود أفاميا مثال وقس على ذلك.
الخلاصة: لاننكر ولا ننفي أن أزمة نقص المياه وتراجع الإنتاج الزراعي في السنوات الخمس الماضية كانت بأسباب موجة الجفاف والمتغيرات المناخية، لكن من المعروف إن عطش البشر حفروا بئراً، لا ان ينتظروا هطول المطر ، فقد كانت ولا تزال المياه مصدر الحضارات واستقرار الشعوب ، فجلها اقيمت على ضفاف الأنهار واينما وجدت المياه، ولذلك فالأطماع الإسرائيلية دوماً في الحصول على المياه العربية حيث تأخذ ٥٠٠ مليون متر مكعب من نهر الأردن بواسطة قناة،
فهل لنا أن نرى تركيزاً حكومياً في مجال الحصاد المائي وإقامة سدات مائية في مجاري السيول في السنين المطيرة.؟ العديد من الدلائل تشي بذلك وهذا ما نأمله في المستقبل.

Leave a Comment
آخر الأخبار