المدينة الرياضية في اللاذقية.. منشأة نموذجية تبحث عن استثمار يعيد نبضها

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – نهلة أبو تك:

المدينة الرياضية في اللاذقية، واحدة من أكبر المنشآت الرياضية في سوريا، أُنشئت في ثمانينيات القرن الماضي على مساحة تقارب ١٥٦ هكتاراً، وتضم ملعباً رئيسياً يتسع لـ٤٥ ألف متفرج، وصالات ومسابح وملاعب متعددة. صُممت لتكون مركزاً رياضياً متكاملاً يخدم الفرق المحلية والوطنية، فضلاً عن كونها متنفساً عاماً لسكان المدينة. إلا أن مرور الزمن وتراجع التمويل جعلا كثيراً من مرافقها اليوم أقرب إلى أطلال تبحث عن من يعيد إليها الحياة.

مرافق شبه معطلة

رغم ما تمتلكه المدينة من تنوع في البنى التحتية، فإن قسماً كبيراً من منشآتها بات بحاجة إلى صيانة عاجلة.

وفي جولة لـصحيفتنا “الحرية” داخل المدينة الرياضية، بدت معالم الإهمال واضحة: المدرجات مهترئة، والعشب الطبيعي في الملعب الرئيسي متضرر بشكل كبير. وفي ظل هذه الظروف، يصعب الحديث عن استضافة مباريات أو استقبال جمهور.

ورغم هذا المشهد، لا يزال هناك بصيص أمل. المسبح الأولمبي، الذي افتُتح مؤخراً أمام الأهالي، وبات يشهد إقبالاً لافتاً، إلى جانب انطلاق دورات تدريبية في ملعب التنس لهواة هذه الرياضة.

الاستثمار.. السبيل الوحيد للإنقاذ

المهندس موريس عبيد، مدير المدينة الرياضية في اللاذقية، أكد في حديث خاص لصحيفتنا “الحرية” أن المشروع “قابل للنهوض مجدداً، لكن بشرط تفعيل الاستثمار”.

وأضاف: لدينا مساحات شاسعة غير مستثمرة، يمكن طرحها بشفافية أمام المستثمرين، شرط أن يعود ريعها لتطوير وصيانة منشآت المدينة”.

وأشار عبيد إلى وجود خطة لطرح كافتيريات، مساحات خضراء، وأماكن ترفيهية ضمن مشروع استثماري متكامل، مؤكداً أن الأمر يحتاج إلى قرار حكومي  خاصة بعد أن أصبح هناك وزارة الرياضة والشباب في الحكومة الجديدة، مع ضرورة إحداث قانون استثمار رياضي، بما يتيح مرونة في التعاقد والتنفيذ.

ولفت عبيد إلى وجود مرافق مميزة مثل نادي اليخوت ومضمار الخيل، إضافة إلى مركز إذاعي وتلفزيوني متكامل، ما يجعل المدينة مرشحة لتكون من بين أبرز المدن الرياضية في حوض المتوسط، إذا ما استُثمرت بالشكل الأمثل.

مبادرات أهلية

في خطوة لافتة، نظّمت جمعية “رتوش” التطوعية مؤخراً حملة نظافة شاملة في المدينة الرياضية، شملت تنظيف الممرات، والمسطحات الخضراء، وإزالة الأعشاب والنفايات، بمشاركة عشرات المتطوعين من شباب المدينة.

من جهتها صفية عثمان، أمينة سر الجمعية قالت: جئنا بدافع وطني وشعور بالمسؤولية تجاه منشأة كانت مفخرة للمحافظة. أردنا أن نقول إن الأهالي مستعدون للعطاء إذا ما وُجدت إدارة راغبة وشريكة لأن العمل الفردي مساعد ولكن ليس كافياً للنهوض بصرح كبير، ومهم مثل المدينة الرياضية نحن  بحاجة إلى رعاية كاملة، من كافة القطاعات المحلية، والأهلية في المحافظة للحفاظ على هذا المعلم المهم.

وتزامناً مع بدء العطلة الصيفية، رصدت “الحرية” آراء عدد من الزوار والرياضيين المحليين، الذين طالبوا بفتح مرافق المدينة أمام السكان، وتنظيم برامج تدريبية وبطولات صيفية بأسعار رمزية، بما يسهم في استثمار هذه المساحة العامة بدل تركها للإهمال.

 

منشأة تستحق الحياة

المدينة الرياضية اليوم تقف عند مفترق طرق: إما أن تتحول إلى نموذج في الاستثمار الرياضي الناجح، أو أن تستمر في التراجع حتى تصل إلى نقطة يصعب فيها الإصلاح.

الأمل لا يزال قائماً، لا سيما بعد إحداث وزارة الشباب والرياضة، والتي قد تكون بوابة لإعادة هيكلة المنشآت الرياضية في البلاد، والبداية قد تكون من هنا.. من مدينة رياضية قائمة بكل المقومات، لكنها بانتظار قرار يعيد إليها نبض الحياة.

Leave a Comment
آخر الأخبار