الحرية – علام العبد :
نجح رجال أعمال سوريون بنقل التجارب التركية الرائدة في مجالات مختلفة إلى سوريا، ومدينة سرمدا أول المستفيدين من تلك التجارب، ولاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، حيث سعوا للاستفادة من التطورات التي شهدتها تركيا في قطاعات، مثل الصناعة والتجارة والعقارات، بهدف تحقيق التنمية في سوريا.
واستطاع رجال الأعمال السوريون هؤلاء الاستفادة من شبكات علاقاتهم الاقتصادية والاجتماعية في تركيا لتسهيل حركة الاستثمار بين البلدين، واللافت أن هناك اهتماماً متزايداً بنقل تجربة تركيا في التطوير العقاري إلى سوريا، وخاصة في ظل الحاجة الماسة لإعادة الإعمار، باحثين عن فرص للاستثمار في مشاريع البناء والإسكان، مع الأخذ بعين الاعتبار الدروس المستفادة من المشاريع التركية.
جوهرة الشمال
مدينة سرمدا عروسة مدن الشمال السوري اليوم، تزدان بالكثير من المزارع النموذجية التي تجسّد وعياً مجتمعياً متنامياً بأهمية تطوير المنتج السياحي ليواكب تطلعات الزوّار على اختلاف أذواقهم، لقد تم تشييد المئات من المزارع والمتنزهات على أطراف المدينة كأحد النماذج الجميلة التي تعكس تكامل الطبيعة مع جماليات التخطيط الزراعي والريفي في منطقة باب الهوى حيث تقع مدينة سرمدا، ما جعلها لوحة بصرية تنبض بالحياة، وتعكس جهداً كبيراً في جعل الزراعة تجربة سياحية ريفية تستحق الاكتشاف.
بيئة استثمارية
رجال أعمال ومستثمرون في مدينة سرمدا أكدوا أن التنوع الذي تحظى به بيئة المنطقة، وسرمدا على وجه الخصوص، هو أحد أهم مصادر الجذب في مستقبل اقتصاد المدينة، لافتين إلى أهمية وجود بيئة استثمارية واقتصادية حاضنة تواكب الحركة الاقتصادية التي تشهدها مدن الشمال السوري.
حيث بين رجل الأعمال السوري الواعد ابن مدينة سرمدا شريف سامر الشيخ أن المدينة تتمتع بميزات نسبية وتنافسية نادرة، من أهمها وجود منفذ “باب الهوى” الحدودي على تركيا وأوروبا، إضافة للأوابد التاريخية والأثرية، ومواقع سياحية ومتنزهات، إلى جانب كونها باتت تحوي مجمعات صناعية هامة وتعليمية، منها جامعة الشمال، إضافة للمناطق السياحية الواعدة وأيضاً الجانب الزراعي، حيث تنتج المنطقة أفخر أنواع الخضروات والفواكه، إضافة للثروات المعدنية والنادرة.
وأضاف الشيخ في تصريح لــ”الحرية” :إن الرؤية الاقتصادية الحديثة لمدينة سرمدا رسخت هذا الاهتمام الفائق بالمنطقة والمناطق المحيطة بها، ويجري حالياً تنفيذ مشاريع في التنمية العمرانية الضخمة، بالإضافة إلى المتنزهات ومشاريع رائدة ومتنوعة بكل مدن الشمال السوري ومناطقه الهادفة إلى جذب السياح والمستثمرين.
ولفت إلى توسع أنشطة المشاريع السياحية والصناعية المتنوعة وتوسعة منطقة باب الهوى وتأهيل البنية التحتية، وكذلك دور القطاع الخاص ومساهماته المتنوعة في التنمية الشاملة وتنافس المستثمرين ورجال الأعمال، مع الإقبال المدروس على الفرص الاستثمارية الواعدة التي تحقق عوائد مجزية، وذلك في ظل تشجيع الإدارة الجديدة للبلاد والجهات الحكومية الداعمة لتكون سرمدا ومدن الشمال السوري منطقة منتجة ذات استثمارات واعدة وجاذبة.
وجهة سياحية
من جانبه، ذهب المهندس المعماري نضال السعيد إلى أن سرمدا تعد وجهة سياحية دينية وتاريخية، مشيراً إلى أن الازدهار فيها واضح، و خصوصاً بعد انتصار الثورة السورية وما حققته من إنجازات على الصعيد الدولي بعد رفع العقوبات الأمريكية. وتتميز مدينة سرمدا وما حولها بأنها بيئة خصبة واعدة جداً. لافتاً في تصريح لصحيفتنا ” الحرية ” إلى أن المستثمرين والتجار في المنطقة ومن خلال عملهم، باتوا يلمسون حجم النمو والتطور والفرص التي ما زالت موجودة ولا بدّ للتاجر من أن يقتنصها.
طبيعة ساحرة
وأشار بهاء أسعد (تاجر كهربائيات زينة)، إلى أن مدينة سرمدا باتت شرياناً رئيسياً في سوريا ووجهة تاريخية، وتم مؤخراً تعزيز السياحة الترفيهية من حيث توفّر العديد من المناطق الترفيهية مثل الأسواق التجارية، ومشاريع الاستجمام، إضافة لوجود المستشفيات المتخصصة، على مستوى القطاعين العام والخاص، وبذلك أصبحت محافظة إدلب وجهة إسلامية وتاريخية وسياحية وطبية.
نمو شامل
إن ما شهدته مدن الشمال السوري ومدينة سرمدا من نهضة اقتصادية، جعلها تتحول للؤلؤة الشمال السوري، فهي تجمع بين همس البيئة النابض وسحر الطبيعة الآسر وصدى تاريخ يمتد لآلاف السنين، تنوعها الجغرافي من جبال وهضاب ووديان وباب الهوى شريانها الأخضر، ومزارع، وصحارى ومناخها المعتدل، يجعلانها وجهة سياحية فريدة.
وتطوير مدن الشمال السوري إنجاز حضاري على كل المقاييس وتجربة فريدة تقدمها الدولة السورية لأبنائها، رغم كل التحديات التي يمر بها العالم، إدراكاً من منطق الاستثمار في البشر واقتحام المشكلات، وسياسة الحلول الجذرية.