الحرية – وداد محفوض:
أقامت ثمانية فرق تطوعية محلية، بالتعاون مع المجتمع الأهلي في طرطوس، وبرعاية مجلس مدينة طرطوس فعالية فنية بعنوان”هويتنا بجدارية” من خلال الرسم على جدران المدخل الجنوبي للمدينة، بمساحات مفتوحة، وذلك لتجميل منظر المدينة بطريقة فنية وبخيارات متنوعة للمتطوعين لرسم ملامح خاصة بالمدينة.
رئيس الوحدات الإدارية في طرطوس عبد الفتاح الخطيب أكد دعم المجلس لمثل هذه المبادرات لوجستياً، من خلال تأمين الكهرباء والآليات اللازمة، إلى جانب قيام البلدية بتنظيف الأرصفة المحيطة بموقع الجدارية، ونوه الخطيب بأهمية هذه المبادرة لدعم الطاقات الشابة والفرق التطوعية المحلية.
مصمم اللوحة وصاحب الفكرة المهندس المعماري عمر مروان زين أشار في تصريح لمراسلة “الحرية” إلى المنهجية الفنية المتبعة في تنفيذ العمل، موضحاً أنه استند في تصميم الجدارية البالغ طولها 180 متراً إلى أسلوب الرسم التوضيحي، بالاعتماد على صور فوتوغرافية التقطت من مختلف مناطق طرطوس، من بحرها إلى جبلها، وتم ربط عناصر الجدارية عبر خطوط مرئية، لتحكي قصة شاملة لنشاطات المدينة، من السياحة إلى التجارة وغيرها.
و أكد زين أنه عمل على اختيار ألوان تنسجم مع الطابع العام للمدينة، لتضفي لمسة إنسانية تُقرب المشاهد من العمل، وتمنحه شعوراً يشبه الفلاش باك، إذ يشعر العابر بالقرب من الجدارية وكأنه داخلها، يتذكر البحر أو الجبل الذي زاره في طرطوس.
محمد قدور من فريق لون الحرية أكد أن الفرق اجتمعت لإنجاز هذه الجدارية، والتي تمثّل تعبيراً بصرياً عن مدينة طرطوس بكل ما تحمله من رموز وانتماء، وتهدف إلى تجسيد الهوية البصرية لمدينة طرطوس.
ونوه قدور بأن ستة فرق مجتمعية وتطوعية وهي (الدفاع المدني، لون الحرية، أهلاً بأثرك، Wave، نبض، وجسور الأمل)، عملت على مدار ثلاثة أسابيع، بتعاون من الفنانين والمتطوعين بمختلف أعمارهم وخلفياتهم من أجل إنتاج عمل فني يحمل رسالة جمالية وإنسانية، تعبر عن روح المدينة، وتبرز مقوماتها السياحية والاجتماعية والثقافية.
و تحدثت مرح حيدر المشاركة في العمل عن خلفيات إطلاق المشروع، وأن الجدارية تضيف لطرطوس طابعاً يبعث الأمل في نفوس مشاهديها، ولتكون أول عمل فني يجمع الفرق التطوعية في المحافظة، في مسعى لإظهار الهوية الحقيقية لمدينتنا ولفتت أن الفكرة أتت من دافعنا كشباب ننتمي لهذه الأرض، نريد تغيير المشهد البصري في شوارعها، ونسعى لأن تكون أكثر جمالاً.
الطفل عبد القادر خضر 12 عاماً عبّر عن فرحته بالمشاركة التي كانت ممتعة، شعر من خلالها بالفخر لأنه ساهم في عمل يُعبّر عن جمال مدينته، فرسم البحر والسفن والشمس، وأضاف إنه تشارك مع الفنانين الكبار وعمل بتوجيهم ليكتسب خبرة في المستقبل وليرى مدينته جميلة.
الحضور عبروا عن فرحهم بالجدارية لأنها تشكل مرآة لروح طرطوس، ورسالة من أبنائها إلى زوارها.