إذا كان سلبياً فالإغلاق مصيرها.. استبيان مدى تأثير الآبار المخالفة القريبة على مصادر مياه الشرب بدرعا

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – وليد الزعبي:

شكل تراجع مناسيب المياه الجوفية في محافظة درعا تحدياً كبيراً في وجه جهود تأمين مياه الشرب للسكان بالقدر المقبول، حيث نتج هذا التراجع وفق ما صرح به مدير الموارد المائية في درعا المهندس هاني عبد الله لصحيفتنا الحرية عن تعاقب الجفاف بسبب ضعف الهاطل المطري لعدة سنوات سابقة وأكثرها سوءاً كان خلال الشتاء الفائت وبنسبة انخفاض٧٠٪ عن المعدل السنوي، مع تزايد عدد الآبار المخالفة والعشوائية، لافتاً إلى أنه أصبح من الضرورات الملحة وضع ضوابط الحدّ من الاستنزاف الحاصل للمياه الجوفية، لكونه أثر بشكل كبير لجهة انخفاض غزارات ينابيع وآبار مياه الشرب وجفاف غيرها.
وبيّن مدير الموارد أنه للوقوف على الواقع، تم بإيعاز من محافظ درعا تشكيل لجنة من مديرية الموارد المائية ومؤسسة مياه الشرب  للكشف على الواقع ووضع الحلول والمقترحات المناسبة والحدّ من الاستنزاف الحاصل وتحسين الوضع المائي والحفاظ على استدامة المياه ما أمكن لأغراض الشرب، وبالفعل قامت اللجنة في أولى خطواتها بالكشف على ينابيع الساخنة الكبرى والساخنة الصغرى عند نبع الفوار ضمن منطقة تل شهاب، وعملت على إغلاق الآبار المحفورة في محيطها، وأجرت تجربة تشغيل الضخ من الينابيع لاستبيان مدى تأثير تلك الآبار الموجودة في المحيط على غزارة هذه الينابيع، والتجربة لا تزال قائمة حالياً بانتظار ظهور النتائج التي ستتحدد من خلالها الإجراءات الواجب اتخاذها حيالها.
وأشار إلى أن اللجنة المذكورة توجهت كذلك إلى منطقة سحم الجولان والشجرة لمراقبة كل من نبع الصافوقية ونبع غزالة، وإجراء تجربة مماثلة بإيقاف تشغيل الآبار حول هذين النبعين وقراءة النتائج بعد ظهورها واتخاذ الإجراءات المناسبة إذا كانت تؤثر سلباً على النبعين، وخلال الأيام القادمة سيتم التوجه شرقاً نحو منطقة المسيفرة والكرك والجيزة وبصرى الشام للكشف على الآبار القريبة من آبار مياه الشرب وتبيان مدى تأثر غزارتها بعد وقف تشغيل الآبار الزراعية الخاصة القريبة منها، والأمر سيتكرر بالنسبة للآبار المحيطة بمنطقة مشروع إرواء مدينة درعا بالقرب من بلدة خربة غزالة، وكذلك بمناطق أخرى على مستوى المحافظة تباعاً.
وذكر مدير الموارد أنه في حال تبين أن هناك تاثيراً سلبياً للآبار الزراعية الخاصة المحيطة بمصادر مياه الشرب من ينابيع وآبار، سيتم اتخاذ إجراء إغلاق تلك الآبار ومتابعة عدم معاودة استثمارها من جديد من قبل المواطنين، وفي حال لم يلتزموا وعادوا لاستثمارها ستتخذ العقوبات الواجبة بحقهم، مؤكداً أن هذا الإجراء من شأنه تحسين الوضع المائي في مختلف مناطق المحافظة، علماً أنه في حال الحاجة الملحة ستقوم مؤسسة مياه درعا بحفر آبار داعمة.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة درعا شهدت طوال حوالي عقد ونصف العقد من الزمن حفر الآلاف من الآبار الزراعية المخالفة والعشوائية، ما ترك أثراً سلبياً كبيراً لجهة جفاف بعض المصادر المائية وتراجع غزارة غيرها، وخاصةً في ظل ضعف الهاطل المطري وتعاقب الجفاف لعدة سنوات على منطقتنا.

Leave a Comment
آخر الأخبار