دمشق تنزف.. والعالم يُجمع: إرهاب جبان يستهدف قدسية الأرواح ودور العبادة

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

متابعة – أمين الدريوسي:

في هجومٍ شنيعٍ هزّ ضمير الإنسانية، استهدف انتحاري تابع لتنظيم «داعش» الإرهابي كنيسة مار إلياس ‏بمنطقة الدويلعة في دمشق أمس، مخلفاً عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى، وهذه الجريمةُ لم تكن اعتداء ‏على السوريين فحسب، بل طعنةً في صميم التعايشِ الديني وقدسيةِ دور العبادة.‏

وهذه الجريمة لم تكن مجرد هجومٍ إرهابيٍّ عابرٍ، بل اختبار لوحدة الإنسانية في مواجهة الظلام، ورسالةُ ‏القادة والمنظمات والكنائس أوضحت أن دمشق ليست وحدها.. فدمُ الأبرياء فيها يصرخ في ضمير العالم ‌‏”لا للكراهية.. نعم للسلام!”‏

فقد وصف الاتحاد الأوروبي هذا الهجومَ بـ«الشنيع والجبان»، مؤكداً على ضرورة القضاء التام على ‌‏«داعش»، وأعلن دعمه لجهود السلطات السورية في حماية المدنيين دون تمييز، وتعازيه لأسر الضحايا.‏

بدوره عبر الرئيس الفرنسي عن صدمته واستنكاره للتفجير الإرهابي، وقال في تغريدةٍ له على «إكس»: ‌‏«ندعم الشعب السوري في كفاحه ضد الإرهاب ومن أجل عودة السلام».‏

كما أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، «الهجوم الإرهابي الشنيع»، مؤكداً وقوف بلاده إلى ‏جانب الشعب السوري وحكومته.‏

وقال أردوغان في منشور عبر منصة «إكس»: «أدين الهجوم الإرهابي الشنيع على كنيسة في دمشق، ‏وأعزي أسر الضحايا والحكومة والشعب في سوريا»، وأضاف: «لن نسمح باستدراج سوريا مجدداً إلى ‏بيئة غير مستقرة بواسطة تنظيمات إرهابية تابعة للغير، وسنستمر بدعم الحكومة السورية في مساعيها ‏لمكافحة الإرهاب».‏

وأكد الرئيس التركي أن بلاده تقف إلى جانب الشعب السوري وحكومته في مواجهة «هذا العمل ‏الإرهابي الدنيء الذي يستهدف أمن سوريا وسلامتها ووئامها الداخلي وثقافة العيش المشترك واستقرار ‏المنطقة».‏

كذلك أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بشدة، التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس ‏بمنطقة الدويلعة في دمشق، مؤكداً تضامنه “الكامل” مع سوريا في مكافحة الإرهاب.‏

وفي بيان له نشره الموقع الرسمي للمجلس، جدد الأمين العام جاسم محمد البديوي، وقوف دول مجلس ‏التعاون إلى جانب سوريا، قيادةً وشعباً، وتضامنه الكامل معها في مكافحة الإرهاب الذي يهدد الأمن ‏والاستقرار، مطالباً بتكاتف جميع القوى الإقليمية والدولية لدعم الجهود السورية في هذا المجال.‏

بدورها أدانت الكنيستان القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية الهجومَ باعتباره اعتداءً على حق الإنسان في ‏ممارسة شعائره بأمان، ووصفته الكنيسة الكاثوليكية بأنه جريمةٌ ضد قدسية دور العبادة.‏

وقالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بيان على موقعها: «إننا ندين هذا العمل الآثم وكل ما يشابهه من ‏أشكال العنف والتخويف وحرمان أي إنسان من حقه الطبيعي في الحياة الآمنة»، وأعربت عن تعازيها ‏لأسر الضحايا، متمنيةً الشفاء العاجل للمصابين، وأن تنعم سوريا وكل بلاد منطقتنا والعالم بالطمأنينة ‏والسلام.‏

من جانبها أدانت الكنيسة الكاثوليكية بمصر، التفجير الإرهابي، معربةً عن تعازيها لأسر الضحايا الذين ‏ارتقوا إثر التفجير الانتحاري الغادر، الذي استهدف الكنيسة أمس.‏

وجاء في بيان صادر عن الكنيسة، وقع عليه البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط ‏الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر: إننا نؤكد أن هذا العمل الإرهابي لا ‏يستهدف فقط أرواح الأبرياء، بل يُعد اعتداءً على قدسية دور العبادة، وعلى حق الإنسان في ممارسة ‏شعائره بحرية وأمان”، مشددةً على أن العنف لا يمكن أن يكون أبداً طريقاً إلى تحقيق السلام أو العدالة.‏

وعبّرت الكنيسة عن تضامنها الكامل مع كل أبناء الشعب السوري في هذا المصاب الأليم، داعيةً الجميع ‏إلى التكاتف في وجه كل أشكال الكراهية والتطرف.‏

كذلك أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط بشدة التفجير الإرهابي، معرباً عن تعازيه ‏لأسر الضحايا والمصابين، ومواساته للحكومة والشعب السوري.‏

وقال المتحدث باسم الأمين العام جمال رشدي، في تصريح له: إن أبو الغيط أشار إلى الخطورة التي لا ‏تزال تمثلها التنظيمات الإرهابية، ولا سيما تنظيم “داعش”، معرباً عن الأمل في أن تتمكن الحكومة ‏السورية من التصدي لهذه التنظيمات الإرهابية وغيرها ممن يستهدفون السلم الأهلي في سوريا والإقليم.‏

وأكد أبو الغيط تضامن الجامعة العربية مع سوريا حكومة وشعباً، ودعمها للجهود التي تحفظ حقوق ‏جميع أبناء الشعب السوري، وتحقق طموحاته في الاستقرار والتنمية.‏

‏ حذر الأمين العام من خطورة تنظيم “داعش”، معرباً عن تضامن الجامعة مع سوريا في تحقيق ‏الاستقرار والتنمية.‏

وفي لبنان أدان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التفجير الإرهابي داخل كنيسة ‏مار إلياس، ودعا إلى تغليب لغة المحبة والحوار واحترام الآخر لإحلال السلام في سوريا.‏

ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن المكتب الإعلامي للبطريرك الراعي قوله في بيان: «آلمت ‏غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جريمة التفجير الإرهابي الذي وقع ‏أمس، داخل كنيسة مار إلياس في الدويلعة في العاصمة السورية دمشق».‏

وأوضح أن البطريرك الراعي يدين كل أنواع العنف والتعدّي على دور العبادة والصلاة، وعلى المواطنين ‏الآمنين، ويدعو إلى رفع الصلوات والعمل داخلياً وخارجياً على تغليب لغة المحبة والحوار واحترام ‏الآخر، لإحلال السلام ليس في سوريا وحسب وإنما في جميع دول المنطقة.‏

كذلك استنكرت دولة الكويت هذا التفجير معربة في بيان لوزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار ‏الكويت الشديدين للهجوم الإرهابيّ ورفضها لكل اشكال العنف.‏

وأكدت الوزارة في بيانٍ نشر على وكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم موقف دولة الكويت الثابت ‏والرافض لكل أشكال العنف والإرهاب مهما كانت دوافعه.‏

وتقدمتِ الوزارة بأصدق تعازي دولة الكويت لحكومة وشعب الجمهورية العربية السورية وأسر الضحايا، ‏متمنِّيةً الشفاءِ العاجل للمُصابين.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار