الحرية- وليد الزعبي:
ليس بخافٍ على أحد ما حلّ بالغطاء النباتي الحراجي طوال عقد ونصف العقد من الزمن، حيث أتت التعديات في عهد النظام البائد على معظم المواقع الحراجية الاصطناعية والطبيعية في درعا، حتى الأشجار على جانبي الطرق الدولية ومداخل المدن والبلدات وفي الحدائق لم تسلم.
وكل ذلك تم بهدف التحطيب من ضعاف النفوس الذين لا هم لهم سوى التربح غير المشروع، ولاسيما بعد أن حلّقت أسعار الحطب عالياً، حيث لم يأبهوا لأهمية الثروة الحراجية ومنافعها بجعل البيئة المحيطة بالإنسان آمنة، ودورها في الحفاظ على التنوع الحيوي.
والمتابع يعلم أنه في كل عام كان يتم الإعلان عن خطط تحريج اصطناعي في مواقع عامة مختلفة، ويجري خلالها زراعة غراس متنوعة، لكن لم يكن يتبع ذلك الرعاية المطلوبة من سقاية وفلاحة وحراسة، إذ كانت الغراس عرضةً لليباس بعد فترة وجيزة أو مرتعاً للرعي الجائر، وإن سلم ونما بعضها، كانت يد التعديات لها بالمرصاد.
وقد شهدت مؤخراً بعض الحدائق والساحات والمنصفات الطرقية في بعض المدن والبلدات بدرعا، مبادرات أهلية تطوعية تجلت بزراعة الغراس الحراجية ضمنها، والتي نأمل أن تلاقي الرعاية والاهتمام حتى تنمو وتكبر، لكن مثل هذه النشاطات على أهميتها لا تغني عن ضرورة وضع خطط مدروسة تنفذ على مراحل في المستقبل القريب لإعادة إحياء المواقع الحراجية التي أزيلت عن بكرة أبيها، وترقيع غيرها من التي طالها القطع الجزئي، بموازاة تأمين الحراسة اللازمة لها وتوفير الرعاية المطلوبة من السقاية الدورية والفلاحة والتعشيب، لعل ذلك يسهم بإعادة تأسيس أحد الدعائم الحيوية للبيئة السليمة المحيطة بالإنسان، ولا تقل أهمية ضرورة الضرب بيد من حديد لكل من تسوِّل له نفسه التعدي مجدداً على الأحراج.
الرعاية شرط النمو

Leave a Comment
Leave a Comment