الحرية- دينا عبد:
في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع بين الشباب، بات الاهتمام بكيفية استخدامها للوقاية من خطر الإدمان على المخدرات موضوعاً مهماً حيث تُعد هذه الوسائل منصة فعالة لتوعية الأسر والشباب بمخاطر التعاطي، وتعزيز الوعي حول السلوكيات الصحية والخطرة.
حيث ظهر في الآونة الأخيرة استغلال هذه المنصات في استدراج الشباب للإدمان على المخدرات فما دور وسائل التواصل الاجتماعي حيال ذلك؟
باحثة اجتماعية: تحذير الأبناء من التعامل مع الحسابات المشبوهة وتفعيل الدور الرقابي للأسرة
المرشدة التربوية صبا حميشة بينت خلال حديثها لصحيفتنا “الحرية” أن أبرز طرق ووسائل مروجي المخدرات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لاستدراج الشباب هي؛
نشر مسميات للمخدرات ترتبط بمفاهيم تشير للقوة والنشاط هدفها من ذلك إقناعهم بتأثير أنواعها في القدرة على الحفظ في أوقات المذاكرة في أيام الامتحانات، وكذلك استخدام مسميات للمواقع تستوحي من اللذة في الطعم والمنظر، ما يجذب الشباب والإيقاع بهم، وخداع المراهقين والشباب أن بعض أنواع الحبوب هي الحل الأمثل للسهر.
بدورها أكدت الباحثة الاجتماعية أسمهان زهير أن تعاطي المخدرات من المشكلات الصعبة التي تواجه العالم بأسره من خلال اتساع نطاق تأثيرها على الفرد والأسرة والمجتمع حيث يتأثر الشباب والفتيات بالمسميات التي تنتشر عبر هذه الوسائل، والتي تشير إلى القوة والنشاط والإغراءات، وبالتالي قلة الوعي لديهم تسهم في وقوعهم ضحايا لتعاطي المخدرات. مضيفة: لذلك لابدّ من الانطلاق من الأسرة والمجتمع لنصل إلى الشباب من خلال توعية الأسر بتفعيل دورها الرقابي وتحذير أبنائها من خطورة التعامل مع الحسابات المشبوهة، وضرورة قيام المؤسسات التربوية والتعليمية بدور كبير في تغيير مفاهيم الشباب والفتيات وتعديل سلوكياتهم واتجاهاتهم، وإيجاد برامج وتطبيقات لفتح الحوار ما بين الأسرة والأبناء وتوفير بيئة صحية داعمة لهم، ورفع الوعي المجتمعي بنشر تأثير المخدرات على النواحي العقليه والنفسية والجسدية والأسرية وتكثيف المحتويات التوعوية بمشاركة وسائل الإعلام المختلفة.
ونوهت الباحثة الاجتماعية بضرورة تبني برامج وقائية حديثة منها المهارات الحياتية، والمهارات الأسرية، وتثقيف الأقران، والمشاركة المجتمعية الفعالة، مع التأكيد في حال التعاطي والإدمان لدى جيل الشباب والفتيات لابدّ من القيام بالمعالجة الدوائية والسلوكية المعرفية وذلك عبر المراكز المختصة في هذا المجال بإشراف مختصين أيضاً، ويمكن إرشادهم إلى مشفى ابن رشد للأمراض النفسية الموجودة في ساحة العباسيين، علماً أن تقديم الخدمة تتمتع بالسرية والخصوصية وتقدم من قبل اختصاصيين ومعالجين نفسيين ومرشدين اجتماعيين.
الجدير بالذكر أن يوم 26 حزيران من كل عام اُعتمد يوماً عالمياً لمكافحة آفة الإدمان على المخدرات.