الحرية – صالح حميدي
دعا مدير غرفة تجارة دمشق الدكتور عامر خربوطلي، إلى عدم تورط المستثمر بدراسات جدوى اقتصادية، لمشاريعهم وبطاقة إنتاجية مبالغ بها، وغير موجودة على أرض الواقع، مستشهداً بإحدى الدراسات لمعمل زيت السيارات، بالغت بالطاقة الإنتاجية، ودون الأخذ بالحسبان وجود الكثير من المعامل المثيلة لها في البلد، وأن حجم الإنتاج بحسب الدراسة، يغطي معظم حاجة البلدان العربية المجاورة والبعيدة، وهذا غير ممكن في ظل المنافسة وحجم الطلب، وكأنه المعمل الوحيد في المنطقة.
كما أشار خربوطلي خلال دورة تقييم المشروعات الاستثمارية إلى ضرورة البدء بدراسة الطلب، عند الانطلاق بأي مشروع استثماري والمعتمد على حجم الدخل والقدرة المالية، والرغبة والطلب الواضح والكامن والمحتاج للتحريض، وأن الربح المتحقق سرعان ما يتراجع حين التشغيل بأقل من طاقته الإنتاجية.
وبين مدير غرفة تجارة دمشق -كمثال- أن ارتفاع أسعار اللحوم في سوريا بدأ، منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي بعد تراجع أعداد الثروة الغنيمة، وحجم التصدير وارتفاع الأسعار ترافق مع انخفاض الدخل وحل استهلاك الدجاج كبديل عن لحم الغنم، مبيناً أن بروستد الدجاج دخل لسوريا بداية الثمانينيات وشهد حينها طوابير من الزبائن، كمنتج دخل حديثاً إلى البلاد ومنتجات مثل المايونيز والكتشب والخردل دخلت أيضاً على التوالي في ذات الفترة.
وكشف خربوطلي من جانب آخر أن نسبة ٤٥ بالمئة من ميزانية الأسرة، تذهب للطعام في حين لا تتجاوز ١٥ بالمئة في بريطانيا يضاف إليها نفس النسبة تذهب للترفيه، قائلاً إن غالبية مشاريعنا تتجه للمأكولات في مناسبات الفرح والموت كعادة استهلاكية ترتبط بالثقافة والبيئة في المجتمع.
وأكد مدير غرفة تجارة دمشق على أن العادة الاستهلاكية تسبق المنتج، عدا التقادم التقني المسبب لخروج شركات من السوق، وأخرى تلاشت مثل شركات نوكيا وكوداك وسانيو، إلا أن بعض المنتجين بالرغم من تلاشي أجهزة التسجيل القديمة ما زال يصنع شرائط تسجيل لمسجلات سانيو وغيرها، تلبية لحاجة بعض الزبائن ممن ما زالوا يستخدمونها في بعض أحياء المدينة.