مبادرات طويلة الأجل

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- عمران محفوض:

تُعدُّ المبادرات الخيرية في شهر رمضان المبارك جسراً للتواصل بين مختلف فئات المجتمع، من خلال تقديم الدعم للمحتاجين حيث تعمل المبادرات على تبادل الخبرات وترسيخ القيم الإنسانية بين الأفراد، وتُسهم في تعزيز الانتماء الوطني، ما يساعد على بناء مجتمع متكافل ومتماسك يسوده الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء بين جميع المواطنين.

وفي سبيل تحقيق تلك الأهداف النبيلة نلاحظ تنوع الأعمال الخيرية خلال شهر رمضان المبارك لتشمل مجالات متعددة منها الغذاء، والدواء، واللباس، والمسكن، والتعليم، والبيئة … وغيرها،

إلّا أن اللافت للانتباه هو أن أثر معظم الأعمال الخيرية في سوريا يقتصر على الجانب الاجتماعي، ما يعني أنّ فوائدها تنتهي مع نهاية الشهر الفضيل، أو بعده بقليل ولذلك نأمل من الجهات القائمة على هذه الأعمال أن يطوروا برامجهم لتكون لها صفة الديمومة وتشمل الجانب الاقتصادي أيضاً، من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتحفيز النشاطات الإنتاجية والتجارية والإنشائية، ما يُمكن خلق فرص عمل جديدة وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتنشيط السوق المحلية وإعادة الإعمار، وتالياً تخفيف الأعباء المعيشية عن الأسر ذات الدخل المحدود.

وقبل ذلك يجب تعريف المواطنين والجمعيات والمؤسسات المعنية بكيفية المشاركة بفعالية في المبادرات الخيرية الاقتصادية، وخاصة في ظل تعدد البرامج والمشروعات المتاحة، وللمساعدة في نشر هذه المعرفة نشير إلى ما جاء في دراسة أعدها أحد المراكز البحثية في دولة عربية رائدة في هذا المجال، حيث حددت تلك الدراسة جملة من الخطوات العملية والأفكار المبتكرة لمساعدة الراغبين في تقديم يد العون للمجتمع منها:

* تحديد المجال الذي يتماشى مع إمكاناتك واهتماماتك، سواء كانت مهاراتك إدارية أو فنية أو اجتماعية أو اقتصادية، فاختيار المجال الذي تشعر بالشغف تجاهه يزيد من فاعلية مساهمتك ويعزز من شعورك بالإنجاز.

* إذا كنت تمتلك أفكاراً مبتكرة لتعزيز العمل الخيري، فلا تتردد في تقديم مقترحاتك للجهات المعنية، لأن الكثير من الجمعيات ترحب بالمبادرات الفردية أو الجماعية التي تسهم في إثراء برامجها القائمة.
* شارك تجربتك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأعلن عن مشاركتك في المبادرات الخيرية، فكل مشاركة قد تلهم آخرين للمساهمة في خدمة المجتمع، خاصة أن أعمال الخير لا تقتصر على المساهمة الفردية فقط، بل يمكنك أن تكون محفزاً للمجتمع من خلال التوعية وتشجيع الآخرين على المشاركة.
* دعم المشروعات الشبابية والمبادرات الريادية التي تسعى لتحقيق تأثير اجتماعي – اقتصادي إيجابي من خلال تنظيم مسابقات للأفكار المبدعة التي تهدف إلى تحسين البيئة المجتمعية أو تقديم حلول للمشاكل الاقتصادية، مع منح جوائز وحوافز للشباب المتفوقين، حيث يُسهم هذا النوع من المبادرات في تنمية روح المبادرة والابتكار لدى الجيل الجديد.
ما أحوجنا اليوم إلى هذا النوع من المبادرات الخيرية بعد سنوات طويلة من المعاناة الإنسانية والاقتصادية التي أنتجت ملايين العائلات المعدومة الدخل تعيش وسط مجتمع يفتقر للحد الأدنى من فرص العمل بعيداً عن المساعدات الإنسانية الخارجية التي ينطبق عليها المثل الشعبي ” توب العيرة ما بيدفي وإن دفى ما بيدوم”.

Leave a Comment
آخر الأخبار