الحرية – محمد فرحة:
سؤال الساعة اليوم لدى المزارعين والمعنيين عن قطاعنا الزراعي مؤداه: هل نشهد انتكاسة زراعية جديدة هذا العام من خلال تعرض محاصيلنا الزراعية للعطش والانحباس المطري؟
سؤال جوهري وواقعي، فنجاح القطاع الزراعي دائماً ما كان يتوقف على الهطولات المطرية ومخازين سدودنا المائية، ولنا في عديد السنين الماضية خير مثال على ذلك.
فمن المعروف أنّ الأمن الغذائي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن المائي، والعكس صحيح، وقد يقول قائل إن الاعتماد على مياه الآبار قد يحل أزمة العطش للمحاصيل الزراعية، من دون الانتباه إلى نقطةٍ غاية في الأهمية، مؤداها أنّ مياه الآبار هي الأخرى تتأثر بشكل كبير في موسم الشح ونوبات الجفاف المطري ، فكل الأحواض المائية لابدَّ لها من ورادات مائية حتى تحافظ على مخازينها وتعوض ما تم افتقاده خلال الموسم الماضي، إذ تعدّ هي مجرد وعاء كتيم يحتفظ بالواردات المائية المطرية السنوية، وإن لم تعوض الكميات التي فُقدت ستصاب هذه الآبار بانخفاض مناسيبها بشكل كبير، ما يدفع بأصحابها إلى إجهادها من جراء عمليات الضخ.
مدير الموارد المائية في حماة المهندس مصطفى سماق أوضح في اتصال هاتفي معه لصحيفة الحرية، أن كميات المياه الواردة لسد الرستن ضعيفة وقليلة جداً، إذا ما قورنت بالواردات المائية مع العام الماضي، إذ بلغت الكميات المخزنة في سد الرستن حتى تاريخ اليوم العاشر من شهر آذار /٦١/ مليون متر مكعب، في حين كانت للفترة نفسها من العام الماضي /١٤١/ مليون متر مكعب، وهي نسبة تعادل ضعفي الكمية الموجودة حالياً ونيف تقريباً.
وأشار إلى أن سد بحيرة محردة هو الآخر لايتعدى الكميات المخزنة فيه اليوم عن الـ ٩ ملايين و٢٠٠ ألف متر مكعب، مقابل /١٥/ مليوناً للفترة نفسها من العام المنصرم.«انتهى كلام مدير موارد حماة المائية».
من هنا نرى تخوف وقلق المزارعين، فلا يكفي توافر مستلزمات الأسمدة وبالدين الآجل، وهي الخطوة التي كان ينتظرها المزارعون منذ سنوات، لكن هي ضمن سلسلة عوامل، وغياب أي منها سيؤدي إلى خلخلة المعادلة الزراعية، وما يخشاه المزارعون هو تعرض المحصول الزراعي إلى العطش، ونتحدث هنا عن الزراعتين البعلية أولاً والمروية ثانياً، وهذا ما سيؤثر على الإنتاجية في وحدة المساحة بكل تأكيد، فأي أزمة عطش للقمح سيصاب بالتقزم، ما سيؤثر على حجم السنابل وبالتالي المردود الإنتاجي.
بالمختصر المفيد؛ مازال هناك خيط رفيع من الأمل بأن يغمرنا الله بفضله ويغيثنا أمطاراً تعوض عن أمطار شهري كانون وشباط، وألا يتعرض المزارعون ومحاصيلنا الزراعية إلى هزات وانتكاسات إضافية.