الحرية – عمار الصبح:
رغم الجمود الذي شهدته حرفة الرخام والبازلت نتيجة ضعف الطلب عليها مؤخراً، فإن الكثير من “شيوخ كار” الحرفة في محافظة درعا يتطلعون إلى عودة الإقبال على منتجات الرخام والبازلت المعالج، بالتزامن مع نشاط حركة البناء التي بدأت تشهد حراكاً أوسع بعد انقضاء موسم الشتاء الذي عادة ما يشهد تباطؤاً في الحركة.
وأكد الحرفي ياسر الحاج صاحب منشأة لقص الرخام والبازلت في الريف الشمالي من محافظة درعا، أن الطلب على المادتين لأغراض الإكساء الخارجي والمطابخ والأرضيات، لا يزال في حدوده الدنيا، لكن هذا الوضع من المتوقع له أن يتغير، وستشهد المرحلة المقبلة انتعاشاً متوقعاً في العمل الحرفي المرتبط بالحركة العمرانية، وخاصةً أن الظروف بعد التحرير أصبحت مؤاتية لانطلاق عملية إعادة ترميم وتأهيل الأبنية المتضررة، وكذلك إكساء الأبنية التي لا تزال على الهيكل.
وأشار الحاج إلى أن ما يدعم فرضية زيادة نشاط العمل هو الانخفاض الملموس الذي شهدته أسعار معظم أنواع الرخام، وخصوصاً المستورد، إذ انخفض سعر الرخام المصري إلى 35 دولاراً للمتر الواحد مقابل 50 دولاراً للمتر قبل فترة، وسجّل الرخام التركي مستوى انخفاض قياسياً، إذ هبط سعر المتر الواحد من 75 دولاراً إلى 42 دولاراً حالياً، لافتاً إلى أن أسعار البازلت الوطني المعالج لم تشهد سوى انخفاض بسيط، وبلغ سعر المتر بحدود 225 ألف ليرة، بانخفاض 10 آلاف ليرة فقط عن سعره السابق.
وعزا الحرفي هذا الانخفاض في أسعار الرخام المستورد إلى انخفاض الرسوم الجمركية التي كانت تفرض على المواد، وخصوصاً الرخام التركي، فضلاً عن انخفاض أجور النقل، فيما لا يزال سعر البازلت على حاله تقريباً على اعتبار أنه منتج محلي.
ويأمل كثيرون بأن يؤدي الانخفاض في أسعار مواد البناء وملحقاته إلى تحريك سوق البناء الذي لا يزال يشهد حالة من الجمود، في وقت يتوقع فيه البعض أن تجلب الأشهر المقبلة رياح التغيير في الخارطة العمرانية في المحافظة، وخصوصاً لجهة ترميم وإعادة إعمار الأبنية المهدمة، ما يسهم في تنشيط الحرف المرتبطة بقطاع البناء.
وحسب رئيس اتحاد حرفيي درعا شكري بحبوج في تصريحه لصحيفة الحرية، فإن قيم المواد الأولية الداخلة في عمل مختلف الحرف انخفضت بنسبة بين 30 و35٪، نتيجة تحسن الليرة مقابل الدولار، وهذا الأمر لا شك يحرك عمل معظم الحرف التي شهدت حالة من الركود في السنوات الماضية، ويحفز على عودة الكثيرين للعمل ممن هجروا حرفهم لضعف العمل، وهو أمر يفيد في توفير فرص عمل جديدة، ويزيد المنافسة في السعر والجودة بشكل يصب أخيراً في مصلحة المواطن المستفيد من عمل مختلف الحرف.
وشهدت حرفة قص الرخام والبازلت في درعا رواجاً كبيراً في السنوات السابقة بعد ازدياد الطلب لتلبية حاجيات البناء سواء في عمليات الإكساء الخارجي أو داخل المنازل في المطابخ والحمامات والأرضيات أو الأدراج، وأيضاً في تصميم الديكورات كطاولات الحدائق والجدران وشلالات المياه المنزلية.
ويبلغ عدد المنشآت المتخصصة بقص الحجر بأنواعه المتنوعة ٣٢٢ منشأة في المحافظة، تعمل منها حالياً نحو ٤٢ منشأة.
وبين عدد من الحرفيين أن أكثر ما تعانيه حرفة قص ومعالجة الرخام والبازلت، هو تكاليف النقل المرتفعة، وخصوصاً أنها تحتاج إلى شاحنات للنقل من الحجم الكبير لتستطيع تحمّل الأوزان الثقيلة للحجر، إضافة إلى تكاليف صيانة معدات وآلات القص والمناشر التي تم تطويرها لتتلاءم مع قساوة البازلت. لافتين إلى أن ثمة مشكلة أخرى تواجه الحرفة، وهي قلة عدد الشباب الراغبين بامتهان العمل فيها، وتوجههم إما للهجرة أو إلى حرف أخرى.
انخفاض في أسعار الرخام المستورد.. والطلب قد يزداد مع نشاط الحركة العمرانية

Leave a Comment
Leave a Comment