الحرية- سناء يعقوب:
لعل من أنجح الحلول لتدارك نقص الغذاء وأزمته، وما يرافقه من غلاء، هو إدارة الإنتاج واستثمار كل مواردنا وطاقاتنا، وخاصة في مجال الزراعة.
ندرك تماماً أن ما يحدث من ارتفاعات سعرية غير منطقية، لا علاقة لها بمبدأ العرض والطلب، أو حتى ازدياد القدرة الشرائية التي انخفضت في هذا الشهر الكريم إلى مستويات غير مسبوقة، فما يحدث هو تحكم التجار وأصحاب المال وفرض ما يشاؤون من قانون في الأسواق !
اليوم الأسواق في رمضان ليست كباقي الأيام، فقد شهدت غلياناً وأرقاماً فلكية في أسعار الخضار، وسبق وقلنا ومع الارتفاعات المستمرة، أنه لو زرع كل مواطن في الأرياف أو حتى المدن أمام المنازل أو على الأسطح بعضاً من احتياجاته، لصار لدى البعض ما يسمى الاكتفاء الذاتي.
نعتقد أن زمن اللعب على الوقت والاجتماعات والتوصيات وركنها في الأدراج من المفترض أن يكون ولى واندثر، وأساس رحلة علاج الأمن الغذائي لدينا تبدأ بالزراعة، فهي خلاصنا، وطبعاً يقابلها دعم الصناعة وتوفير كل متطلباتها وإزالة العوائق أمام المستثمر والصناعي، لذلك نحن اليوم أحوج ما نكون إلى خريطة استثمارية زراعية تتناسب مع حاجاتنا، في ظل غلاء وفقر يزداد، ولا نعلم ماذا ينتظرنا في القادم من الأيام !
للأسف، نعيش اليوم عصر ” التباهي”، إعلانات من هنا وتقارير إعلامية من هناك وتجار وباعة جميعهم يتباهون بعروض ولا أحلى وبضائع وطنية وأجنبية وبأسعار خيالية، أما فقراء الوطن ومع كل ساعة تتضاعف أعدادهم ويحارون في أمرهم كيف يشترون؟ وماذا يستطيعون بمبلغ قليل تأمين بعض احتياجاتهم؟!
لا شك أن المرحلة الحالية ليست سهلة، ويمكن اعتبارها مرحلة إعادة بناء السياسات الاقتصادية والزراعية وغيرها، لذلك من الضروري إطلاق عمليات دعم الإنتاج الزراعي، وإعلان الحرب على المتلاعبين بلقمة الناس لمساندة فقراء الوطن، وتحريرهم من كل فاسد ومستغل، وما عدا ذلك سيبقى هباءً منثوراً !.
رفقاً بالفقراء!

Leave a Comment
Leave a Comment