معركة طويلة لطلاب هندسة استصلاح الأراضي تنتهي بإنصاف وزاري

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- أيمن فلحوط:

بعد سنوات من الألم والإهمال والتجاهل، وتعنت المعنيين في وزارة التعليم العالي بعهد النظام البائد، تكللت الجهود، ونجح طلاب برنامج هندسة استصلاح الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة في التعليم المفتوح بجامعة حمص في إعادة الاعتبار لحقهم في التعليم، بعد أن خاضوا معركة طويلة في المراسلات والمفاوضات للوزارة الجديدة، التي قامت بإنصافهم.

انتصار للطلاب

قضى القرار رقم 134 الصادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالموافقة على تسوية أوضاع الطلبة للبرنامج المذكور، الذين لم يستكملوا دراستهم، من خلال منح طلاب السنة الخامسة دورتين امتحانيتين بدءاص من الدورة الامتحانية الثانية للعام الدراسي 2024/2025، وطلاب السنة الرابعة أربع دورات امتحانية بدءاً من الدورة الامتحانية الثانية للعام الدراسي 2024/2025، وطلاب السنة الثالثة ست دورات امتحانية بدءاً من الدورة الامتحانية الثانية للعام الدراسي 2024/2025، أما الطلاب غير المستفيدين من ذلك فيمكنهم إعادة الارتباط في برنامج آخر ضمن التعليم المفتوح، مع إمكانية معادلة المقررات المتشابهة التي درسوها في برنامجهم السابق، وذلك من دون الحاجة للتقدم إلى المفاضلة.

معوقات حالت دون التخرج
بعد توجيه الشكر لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة بالوزير الأستاذ الدكتور عبد المنعم عبد الحافظ ، لدعمه المستمر لقضايا الطلاب وسعيه الحثيث لتحقيق العدالة في التعليم، وللطلبة ولوسائل الإعلام المختلفة، ولكل من ساهم بعودة الأمل، يشرح طالب السنة الرابعة عبد الحميد الفريج الصعوبات التي واجهتهم، وحالت دون إتمام دراستهم مع إغلاق البرنامج، وتمثلت في عدم السماح بإعادة التوطين الجامعي، مع أن الفريق الطلابي حاول منذ اندلاع الثورة، ممثلًا بـ عبد الحميد الفريج، التواصل مع وزارة التعليم العالي لنقل الامتحانات، وإعادة التوطين إلى جامعة الفرات، لكن الطلب قوبل بالرفض، كما دفعت الظروف السيئة التي أوجدها النظام البائد الكثير من الطلبة لمغادرة حمص أو حتى البلاد.
وفرضت الخدمة الإلزامية قيوداً على التحاق الطلاب مجدداً بمقاعد الدراسة، واضطر العديد منهم لترك الدراسة والعمل لإعالة أنفسهم وعائلاتهم نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ومنعت الإصابات والظروف الصحية لبعضهم الذين كانوا جرحى ومصابين نتيجة الحرب من متابعة دراستهم، مع أن البرنامج ظل قائماً على الورق حتى عام 2020، لكنه لم يتح للطلاب فرص كافية لإنهاء دراستهم.

التحركات طلابية
يضيف الفريج: بعد نجاح الثورة وسقوط النظام، أطلق الطلاب حملة منظمة لإعادة فتح البرنامج وإنصافهم أكاديمياً، تمثلت بتشكيل مجموعات طلابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتنسيق الجهود، من خلال التواصل مع إدارة جامعة حمص، وعدد من المسؤولين في الوزارة لمناقشة مصير البرنامج، ومن بينهم؛ الأستاذ الدكتور محمد المصري – نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم المفتوح.
بعد المطالبات العديدة، تمّ رفع مقترح من الجامعة من الأستاذ الدكتور محمد المصري والأستاذ الدكتور عبد الباسط الخطيب إلى الوزارة. وجرت المتابعة من الطلاب مع الوزارة بالتواصل مع الأستاذ الدكتور عبد الحميد الخالد – معاون الوزير ورئيس لجنة تسيير جامعة حمص.
والأستاذ الدكتور هيثم حسن – معاون وزير التعليم العالي، وطالبت الكتب الرسمية المرسلة، بإعادة فتح التخصص لجميع السنوات.

قرار أولي مخيب
وبالفعل، صدرت مسودة القرار بتاريخ 27 شباط 2025، لكنه جاء مخيباً للآمال، إذ نص على منح دورتين امتحانيتين فقط لطلاب السنة الخامسة، الاعتراض مجدداً على القرار.
أمام هذا القرار، قرر الطلبة الاعتراض رسمياً، فتشكل فريق طلابي لإعداد كتب رسمية موجهة إلى رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء، ومجلس التعليم العالي، ووزارة الإعلام، ووزارة الداخلية (لطلب ترخيص لوقفة سلمية)، ووزارة العدل، والتقى في دمشق في الخامس من آذار الحالي، مع الأستاذ الدكتور عبد الحميد الخالد – معاون وزير التعليم العالي. الأستاذ الدكتور هيثم حسن – معاون وزير التعليم العالي، ليتم الاتفاق على إعادة النظر في القرار، بعد قيام الوزارة بمراجعة الملف مجدداً، ليتم الإنصاف، ويصدر القرار الذي أتاح للطلبة العودة إلى البرنامج، وخاصة للسنوات الثالثة والرابعة والخامسة لإكمال دراستهم والتخرج.

عودة لطريق العلم
بدوره سهيل خليفة طالب السنة الرابعة وجّه الشكر لكلِّ من ساهم بعودتهم لطريق العلم بعد سنواتٍ من الظلم والحرمان، مضيفاً، نسأل الله تعالى أن يوفقنا ويعيننا على تحقيق أهدافنا العلمية وخدمة وطننا ومجتمعنا بما اكتسبناه من معرفة.
الاستفادة من الفرصة

وفي اتصال هاتفي مع الأستاذ الدكتور محمد المصري – نائب رئيس جامعة حمص لشؤون التعليم المفتوح لصحيفة الحرية تمنى على الطلبة الاستفادة من هذه الفرصة التي طال انتظارها، مؤكداً وكما أشار في أوقات وسنوات سابقة أن المخابر متوافرة وكذلك الكادر التدريسي، وسيتم الإعلان عن التفاصيل التي تخص الطلبة من مناهج وتكاليف مادية في أقرب فرصة لمتابعة الطلبة حياتهم الدراسية مجدداً.

Leave a Comment
آخر الأخبار