إدانة لانسحاب المجر من المحكمة الجنائية الدولية ودعمها لنتنياهو

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية:

في خطوة صادمة أثارت ردود فعل دولية واسعة، قررت حكومة المجر بقيادة فيكتور أوربان ‏في نيسان الماضي الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية «‏ICC‏»، ولم تكتفِ بذلك، بل وجهت ‏دعوة إلى بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل المطلوب للمحاكمة، في خطوة تُعد دعماً ‏صريحاً لسياسات النظام الصهيوني الإجرامية، وقد أدانت مؤسسات حقوق الإنسان والمدافعون ‏عن العدالة الدولية هذا الانتهاك الصارخ للالتزامات الدولية وحقوق الإنسان بأشد العبارات.‏

‏تقويض العدالة الدولية.. اصطفاف المجر مع مجرمي الحرب ‏

أدانت منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية و«هيومن رايتس ووتش»، هذا ‏القرار، واعتبرته خطوة خطيرة نحو تقويض آليات العدالة العالمية، وأشارت أنييس كالامار ‏الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، إلى جرائم النظام الإسرائيلي في غزة مؤكدة أن «الترحيب ‏بنتنياهو يُعد تأييداً للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي». ‏
كما وصف الاتحاد الأوروبي هذا القرار بأنه «غير قانوني وغير سياسي»، محذراً من أن هذه ‏الخطوة ستضر بمكانة المجر على الساحة الدولية. ومع ذلك، فإن الموقف الغامض لبعض دول ‏الاتحاد مثل ألمانيا وفرنسا تجاه احتمال اعتقال نتنياهو يكشف ازدواجية المعايير الغربية في ‏التعامل مع جرائم إسرائيل. ‏

نموذج خطير لخرق الحصانة ومساندة المجرمين ‏

انسحاب المجر من المحكمة الجنائية الدولية ودعمها العلني لمسؤولين متهمين بارتكاب جرائم ‏حرب قد يشكل نموذجاً خطيراً لدول أخرى، ولا يُعد ذلك تهديداً لشرعية المؤسسات الدولية ‏فحسب، بل يُمهّد الطريق لحصانة المجرمين. ‏
على المجتمع الدولي أن يتصدى لهذا التحدي الخطير. فإذا تمكنت المجر وحلفاؤها من تجاهل ‏أوامر المحكمة الجنائية الدولية دون دفع ثمن باهظ، فما الضمانة المتبقية لتحقيق العدالة بحق ‏مجرمي الحرب؟ ‏

ضرورة ردّ دولي حازم ‏

وفي هذا السياق يؤكد خبراء القانون الدولي أن الرد الوحيد القادر على كبح هذا الاتجاه الخطير ‏هو اتخاذ موقف دولي حازم، ويجب أن تشمل الإجراءات عقوبات سياسية واقتصادية ضد ‏المجر، وتعليق حقوق عضويتها في المؤسسات الأوروبية، وتكثيف الضغط من الرأي العام ‏العالمي لإرسال رسالة واضحة لجميع منتهكي حقوق الإنسان: لن يفلت أي مجرم من العدالة.‏

فما قامت به المجر ليس قراراً مستقلاً، بل جزء من مؤامرة أوسع لتدمير آليات العدالة الدولية، ‏وإذا بقي العالم صامتاً أمام هذه التصرفات، فإننا سنشهد قريباً انهياراً كاملاً للقانون الدولي ‏وهيمنة الطغيان والجرائم.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار