الحرية_أمين الدريوسي:
شهدت الساعات القليلة الماضية تصعيداً دراماتيكياً في التوتر بين إسرائيل وإيران، حيث شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً واسع النطاق على الأراضي الإيرانية، مستهدفةً منشآت نووية ومستودعات أسلحة، إلى جانب استهداف شخصيات علمية بارزة.
هذا الهجوم، الذي يمثل أخطر مواجهة عسكرية بين البلدين، بدأ يثير مخاوف عربية ودولية حقيقية بشأن نشوب صراع إقليمي واسع النطاق، ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة والعالم.
ضربات نوعية وأهداف إستراتيجية
ووفقاً لوسائل اعلام، فقد شمل الهجوم الإسرائيلي ضربات جوية وصاروخية مكثفة استهدفت منشآت نووية إيرانية لتخصيب اليورانيوم منها نطنز بالإضافة إلى مواقع أخرى ذات صلة بالبرنامج النووي الإيراني، كما طال الهجوم الإسرائيلي، مستودعات أسلحة، بما في ذلك صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، بالإضافة لاغتيال قادة عسكريين منهم رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري حسب ما نقلت وكالة أنباء فارس بالإضافة لعدد من العلماء النوويين الإيرانيين البارزين، في هذه الضربات التي وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها “إزالة رأس الأفعى”، أيضا تعرضت قواعد عسكرية إيرانية ومواقع قيادة وسيطرة لضربات مكثفة.
ردود الفعل الإيرانية وتصعيد محتمل
أعلنت السلطات الإيرانية عن “الرد المناسب” على هذا الهجوم، متوعدةً بالانتقام القوي، ووصفت الهجوم بأنه “عمل عدواني سافر”، واتهمت إسرائيل بانتهاك سيادة إيران، كما أعلنت طهران عن رفع حالة التأهب القصوى في صفوف قواتها المسلحة.
سياسياً أعلنت السلطات الإيرانية أنها أوقفت مشاركتها في المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة المقررة في العاصمة العمانية بعد غد الأحد.
رسالة تحذير
في هذه الأثناء زعمت إسرائيل أن الهجوم كان ضرورياً للدفاع عن أمنها القومي، وأنها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، إذ قالت وسائل إعلام إسرائيلية ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: “ان الهدف من هذه الهجمات هو تدمير كل ما يهدد أمنهم. سنقضي على التهديد النووي الإيراني، حتى لو تطلب الأمر اتخاذ إجراءات قاسية.” كما أشارت إسرائيل إلى أن الهجوم كان “رسالة تحذير” إلى إيران، وأنها مستعدة لتصعيد العمليات العسكرية إذا اقتضت الضرورة.
وقد أثارت هذه التطورات مخاوف دولية من تصعيد واسع النطاق محذرة من نشوب صراع إقليمي واسع النطاق، قد يمتد إلى أبعد من المنطقة.
وفي نهاية المطاف ترى هل ستقتصر المواجهة على تبادل الضربات المحدودة، مع محاولة الطرفين تجنب حرب شاملة؟.
أم سيتطور هذا التصعيد لحدوث مواجهة أو حرب إقليمية واسعة النطاق، تشمل دولاً أخرى في المنطقة، وتهدد بزعزعة الاستقرار العالمي؟.
لكن لايسعنا إلّا القول إنه في هذه اللحظات فإن الشرق الأوسط يشهد في الوقت الحالي لحظة حرجة، حيث يلوح شبح “القيامة النووية” في الأفق، فالهجوم الإسرائيلي على إيران يمثل توتراً كبيراً، ويهدد بنشوب صراع إقليمي واسع النطاق. وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة وحزم لمنع تفاقم الأزمة، والتوصل إلى حلّ دبلوماسي يضمن أمن واستقرار المنطقة والعالم.