حوّلن التحديات إلى فرص.. نساء في اللاذقية.. “إبداع من وجع” وحلم بمشاريع تنبض بالأمل

الحرية – لوريس عمران:

في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة، تبرز في اللاذقية قصة ملهمة لمجموعة من النساء العاملات في القطاع العام، اللواتي حوّلن التحديات إلى فرص، مطلقات مبادرات لإنتاج الخرز اليدوي، هذا المشروع ليس مجرد هواية، بل هو محاولة جادة لتأمين دخل إضافي يُسهم في توفير حياة كريمة لهن و لأسرهم.

من الحاجة إلى الإبداع

بعد ساعات العمل في الدوائر الحكومية، تنكبّ نساء مثل “أم يزن” على صناعة الأساور والمسابح والهدايا المصنوعة يدوياً من الخرز، حيث تؤكد أم يزن لصحيفتنا “الحرية” أن هذه المنتجات لا توفر بديلاً اقتصادياً فحسب، بل تحمل قيمة معنوية أكبر من المنتجات الجاهزة.
وتضيف رغدة إحدى المشاركات في المشروع إن الفائدة المعنوية والشعور بالأمان الذي يوفره الدخل الإضافي وإن كان بسيطاً يستحقان الجهد المبذول رغم تكلفة المواد الأولية.
وتجد هؤلاء النساء دعماً من عائلاتهم، فـ”سماح” مثلاً تعرض ابنتها منتجات والدتها في محلها الخاص بتجميل الأظافر، ما أسهم في بدء بيع بعض القطع. هذا التعاون يعكس روح التكافل الذي يمكنهم من التغلب على الصعوبات.

دعوة للدعم

تطمح نساء الخرز إلى تطوير مشاريعهن الصغيرة لتصبح مصدراً ثابتاً للدخل. ورغم التحديات التي يواجهنها، من ارتفاع أسعار المواد إلى صعوبة التسويق، إلا أنهن يحلمن بالوصول إلى الأسواق المحلية والمحال التجارية.
(الراتب لا يكفي ثمن خبز لأطفالنا) فنحن لا نطلب صدقة، نطلب دعماً يعيننا على الوقوف، تقول إحداهن، مُعبّرة عن حاجتهن الماسة للدعم.

ضرورة اقتصادية واجتماعية

يُشدد الدكتور نبيل حموي خبير التنمية الاقتصادية من خلال حديثه لصحيفتنا”الحرية” على أن هذه المبادرات تمثل “نموذجاً يحتذى به” في ظل عجز القطاع العام عن تلبية حاجات الأسر. ويدعو الدولة والمجتمع المدني إلى دعم هذه المشاريع من خلال تقديم المنح و التدريب، وتأمين أسواق لتصريف المنتجات.
كما تُشير الأخصائية الاجتماعية هالة سمعان إلى أهمية هذه التجارب في تعزيز استقلالية النساء وتوفير بدائل مجتمعية للبطالة المقنّعة، وتؤكد هؤلاء النساء أنهن لا يتوسلن، بل يعملن بكرامة، دعمهن ليس رفاهية، بل واجب تنموي.

نداء أمل

تتطلع نساء الخرز في اللاذقية إلى تلقي الدعم من الجهات المعنية والجمعيات التنموية لتطوير إنتاجهن والمشاركة في المعارض المحلية،حيث أشارت أم سمير إلى أن الحياة أصبحت قاسية، لكننا نُصر على التحدي. نحن أمهات عاملات، ومبدعات من رحم المعاناة مؤكدةً على صمودهن وعزيمتهن.