نظام “سويفت” ( WIFT – أو “جمعية الاتصالات الماليّة العالميّة بين البنوك” ) – أحد الأعمدة الأساسيّـة للنظام المالي العالمي الحديث ، وعلى الرّغم من أنّ الاسم لا يبدو مثيراً للفضول إلّا أنّ دوره المحوري يجعل منه لاعباً لا يمكن تجاهله في معادلة الاقتصاد والسياسة الدّولـيّـة.
ما هو “سويفت”؟
يُستخدم نظام سويفت لإرسال الرّسائل المالـيّة بين البنوك حول العالم ، مثل أوامر تحويل الأموال أو التأكيدات المالـيّة ، عبر شبكة مشفّرة وآمنة ، كما يخدم هذا الـنّـظام أكثر من 11 ألف مؤسّسة مالـيّـة في أكثر من 200 دولة ، ما يجعله الوسيلة الأهم للـتّـواصل المالي العالمي.
أهميّـة فعلـيّـة
بعيداً عن كونه مجرّد “نظام رسائل” إلّا أنّ نظام سويفت يمثّل شرياناً حيويّاً لتدفّق المال عبر الحدود ، فمن دون هذا الـنّـظام تُصبح الـتّـحويلات المالـيّـة الدّولـيّـة أكثر بطئاً وتكلفة وتعقيداً ، ما يؤدّي إلى شللٍ شبه كامل في الـتّـجارة العالمـيّـة والاستثمارات العابرة للقارات.
أداة اقتصاديّة… وسلاح جيوسياسي
خلال السّنوات الأخيرة ، تحوّل سويفت من أداة تقنـيّـة إلى أداة سياســيّة تستخدمها القوى الكبرى – لا سيما الولايات المتحدة وأوروبا – كوسيلة “ردع اقتصادي” مهمّة ، فطرد دولة ما من نظام سويفت كما حدث مع بعض البنوك الرّوسية بعد الحرب في أوكرانيا ، يوازي عزلها مالياً عن العالم ، تماماً كما يحدث مع شخص يُمنع من استخدام الإنترنت.
بدائل… ولكن!
رغم محاولات الصّين وروسيا إنشاء نُظم تحويل مالـيّـة موازية (مثل CIPS الصّيني وSPFS الرّوسي) ، إلّا أنّ سويفت ما زال متفوّقاً من حيث البُنية التّحتـيّـة والـثّـقة الدّولـيّـة ، لكن الاتّجاه نحو تعدديّة نظم الدفع بدأ يتسارع ، بدافع الحاجة إلى تقليل الاعتماد على طرف واحد.
لذلك لا يمكن إنكار أنّ “سويفت” ساهم في جعل العالم المالي أكثر ترابطاً وأماناً ، لكن في ذات الوقت أصبح سلاحاً اقتصاديّاً هامّاً وهذا ما أثّرَ وبشكل كبير على طريقة التّعامل الماليّة في سورية لجهة التّحويلات الماليّة الدّاخليّة والخارجيّة بغرض تمويل عمليّات الشّراء أو البيع وحتى في الحوالات الشّخصيّة أو العائليّة ، وهذا ما نتمنّى أن يحصل خلال الفترات القادمة في ظلّ سياسة المصرف المركزي الجديدة والحاليّة والتي تلقى دعماً عربيّاً وعالميّاً مميّزاً وداعماً للاقتصاد السّوري الجديد .
إعداد: نسيم عمران