الحرية – نهلة أبو تك:
يعود معرض دمشق الدولي هذا العام بحلّته الثانية والستين، حاملاً معه دلالات تتجاوز كونه حدثًا اقتصاديًا دوريًا، ليغدو رمزاً لانطلاقة سورية جديدة نحو الانفتاح وإعادة دمج الاقتصاد الوطني في السوقين الإقليمية والدولية، بعد سنوات طويلة من العزلة.
جود: معرض دمشق الدولي نافذة سوريا إلى الاقتصاد العالمي
ويكتسب المعرض، الذي يقام على أرض مدينة المعارض بدمشق في الـ27 من آب بمساحة تصل إلى 95 ألف متر مربع، أهمية استثنائية مع اتساع المشاركة التي تضم مئات الشركات المحلية والعربية والإقليمية، ما يجعله محطة بارزة للتبادل التجاري والتعريف بالمنتج السوري، وفرصة حقيقية لاستقطاب الاستثمارات وتنشيط قطاع التصدير والاستيراد.
وفي تصريح خاص لصحيفة “الحرية”، أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة اللاذقية أنس جود أن معرض دمشق الدولي يأتي هذا العام بخصوصية كبيرة بعد سقوط النظام البائد وإعادة بناء المؤسسات على أسس العدالة والتنمية، ليشكّل خطوة عملية لكسر العزلة التي خنقت الاقتصاد السوري طوال السنوات الماضية.
وأضاف جود: المعرض ليس مجرد مساحة لعرض المنتجات، بل نافذة للتواصل وتبادل الخبرات، وفرصة لتعريف المستهلكين والمنتجين على حد سواء بالمنتج السوري، بما يتيح للشركات المشاركة توسيع أسواقها والانفتاح على جمهور متنوع.
ونوّه جود إلى الدور البارز الذي تؤديه غرفة تجارة وصناعة اللاذقية عبر حضورها في المعرض من خلال مشاركة عدد من شركاتها وفعالياتها التجارية، ما يعكس حيوية القطاع الخاص في المحافظة ويؤكد مساهمته الفاعلة في إعادة تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن الفعالية تسهم في تنشيط عجلة الاقتصاد الوطني عبر تعزيز الصادرات وجذب استثمارات عربية وأجنبية، فضلًا عن دورها في تحريك القطاعات المرافقة كالسياحة والفندقة والمطاعم نتيجة الإقبال الكبير من الزوار داخل وخارج البلاد”، معتبراً أن عودة المعرض تحمل رسالة أمل ببدء مرحلة اقتصادية جديدة تعزز فرص العمل، وتدعم مهارات التسويق والترويج، وتفتح آفاق التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة.
وبحسب القائمين على التنظيم، فإن الدورة الحالية من المعرض لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تسعى إلى تكريس صورة سوريا الحديثة كدولة قادرة على استثمار الانفتاح العربي والدولي في دعم التنمية المستدامة، والانطلاق نحو مرحلة إعادة بناء قوية تضع الاقتصاد في موقعه الطبيعي على خارطة المنطقة والعالم.