الزراعة وإعادة الإعمار.. خياران إستراتيجيان يقودان انتعاش سوريا

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- رشا عيسى:

يواجه الاستثمار في سوريا تحديات خاصة تتطلب دراية عميقة وإستراتيجية مدروسة، إلا أن الفرص الواعدة تبرز في عدة قطاعات اقتصادية هامة، مع ضرورة وجود شريك قوي لضمان النجاح، إلى جانب تحسين البيئة التشريعية والأمنية.

تمويل القطاع الزراعي

الباحث الدكتور مجد نعامة تحدث لـ”الحرية” عن أهم المجالات والفرص الواعدة المقترحة، مع ازدياد الحاجة إلى استثمارات أجنبية قوية لتسريع عملية إعادة الإعمار والتطوير، وقدم بعض الأفكار الاستثمارية ذات الجدوى الاقتصادية التي يمكن أن تحقق الفوائد وانطلق من القطاع الزراعي الذي يعد العمود الفقري للاقتصاد الوطني، ويحتاج إلى دعم كبير لتحقيق الأمن الغذائي وتوفير الصادرات من خلال:
تأمين مستلزمات العمليات الزراعية وتقديم رؤوس الأموال الثابتة من أدوات وأجهزة ومعدات وآلات وسلالات حيوانية ذات إنتاجية عالية محسنة وراثياً، وأنواع نباتية مناسبة للظروف المناخية والطبيعية السورية.
ودعم المحاصيل والتركيز على الاستراتيجي منها مثل الحبوب والزيتون والشوندر السكري، والذرة الصفراء، لتحقيق الأمن الغذائي وتوفير الصادرات التي تدعم ميزانية الدولة السورية بالقطع الأجنبي.
وإنشاء معامل للصناعات الغذائية، كإنشاء معامل لتصنيع العصائر وربّ البندورة في الساحل بتقنيات حديثة ومتطورة بالقرب من بساتين الحمضيات والمساحات المزروعة بالبندورة، وتأمين السدود المناسبة لتوفير المياه في سنوات الجفاف من خلال إنشاء السدود المناسبة.

إعادة الإعمار والعقارات

وبين الدكتور نعامة أنه يمكن أن تكون الشراكة مع الإقليم وخاصة مع السعودية في إعادة تأهيل المجمعات السكنية والتجارية المتضررة، أو تطوير مشاريع Mixed-use (سكن، تجاري، ضيافة) مع شريك سعودي يمتلك الخبرة.
واقترح نعامة إنشاء محطة طاقة شمسية أو ريحية صغيرة في منطقة مناسبة للتمويل والخبرة، أو تطوير شبكة اتصالات/ ألياف بصرية، كما اقترح إنشاء منتجع سياحي أو فندق أو مركز سياحة ثقافية في منطقة قابلة للاستثمار، حيث تمتلك سوريا مواقع تاريخية وسياحية رائعة تحتاج إلى تأهيل.

التصنيع والخدمات اللوجستية

ورأى نعامة أنه يمكن إعادة تشغيل المصانع أو إنشاء مصانع جديدة، خصوصاً لإنشاء سلاسل توريد أو تصنيع لخدمة السوق المحلية أو التصدير.
يمكن أن تكون الخدمات اللوجستية بين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تربطها سوريا كموقع جغرافي مهم، مثل مصنع تعبئة/ تغليف، أو مركز لوجستي أو مستودعات في موقع سوري، مع مشاركة مستثمرين في التمويل أو التسويق.

خطوات مقترحة للبدء

وحدد نعامة مجموعة الخطوات المقترحة للبدء وهي كمايلي:
1- تحديد منطقة جغرافية توفر شروطاً استثمارية جيدة، مثل قرب دمشق أو الساحل أو منطقة تحتوي بنية تحتية أفضل.
2- دراسة الإطار القانوني والتنظيمي وفهم حقوق المالكين الأجانب أو الشركاء، الحافز الاستثماري في سورية، والوضع الأمني والتشغيلي.
3- اختيار شريك محلي قوي كشركة لديها خبرة، علاقات وتستطيع التنقل ضمن البيئة السورية.
4- وضع خطة تمويل واستثمار واضحة وتحديد المبلغ المستثمر، العائد المتوقع، المخاطر، وجدول الزمن (دراسة جدوى اقتصادية شاملة للمشروع).
5- تأمين الضمانات والتأمين اللازمين.
6- بدء مشروع تجريبي صغير- متوسط وذلك يقلل المخاطر، ثم التوسّع لاحقاً استناداً إلى النتائج المرتقبة.

Leave a Comment
آخر الأخبار