الحرية- مايا حرفوش:
تشهد سماء سوريا والعالم اقتراباً لافتاً للقمر من كوكب الأرض هذا الأسبوع، في ظاهرة فلكية تُعرف باسم “القمر العملاق” (Super moon)، والتي تبلغ ذروة اكتمالها مساء اليوم الأربعاء 5 من تشرين الثاني، وهو الأكثر اقتراباً خلال عام 2025 .
وبهذا الصدد أوضح الدكتور محمد العصيري رئيس الجمعية الفلكية السورية بتصريح لصحيفة “الحرية” أن هذه الظاهرة تحدث نتيجة تزامن طور البدر مع وصول القمر إلى نقطة الحضيض (Perigee)، وهي النقطة الأقرب للأرض في مداره الإهليلجي غير الدائري.
وأضاف: بالنظر لما تتدواله بعض الصفحات الصفراء فلا يوجد احتمالية أن تسبب ظاهرة القمر “العملاق” زلازل أو براكين أو فيضانات خلال الفترة القريبة القادمة، لعدم وجود ارتباط بينها وبين الكوارث الطبيعية أو الظواهر الجيوفيزيائية الأخرى، مشيراً الى أن التأثير الفيزيائي الوحيد للظاهرة يتمثل في إحداث مد وجزر أكبر بقليل من المتوسط المعتاد للبدر (لا يتجاوز بضعة سنتيمترات في ارتفاع الموج) كنتيجة منطقية لزيادة قوة الجاذبية القمرية الطفيفة عند نقطة الحضيض، ولا يسبب أي إجهاد جيولوجي كما يُشاع.
وبحسب د. العصيري فإن القمر ييبدو نتيجة لهذا الاقتراب أكبر حجمًا بنسبة 7 % وأكثر سطوعاً بنحو 30% مقارنة بالبدر العادي، إذ تقارب المسافة بين مركز الأرض والقمر خلال الحضيض 356800 كيلومتر، وهذا القرب هو التفسير العلمي للزيادة المرصودة في الحجم الظاهري.
ويُطلق على هذا القمر اسم (قمر الحضيض) لأنه آخر أقرب نقطة إلى الأرض، وبإمكان المشاهد ملاحظة تفاصيل سطح القمر من خلاله، مؤكّداً عدم وجود أي تأثيرات له على الأرض باستثناء تأثيره الكبير على ظاهرتي المد والجذر، ويُكنّى بـ”قمر الحفش” نسبةً لسمك الحفش عند هنود أمريكا الحمر، والذي يكثر ويسهل اصطياده خلال هذا التوقيت من العام، كون ضوء القمر يجذب هذا النوع من الأسماك ما يؤدّي لاقترابها من سطح الماء.
وأشار د. العصيري الى أن لون القمر يتحوّل إلى البرتقالي المحمر عند الأفقين الشرقي والغربي وهو نتيجة ظاهرة تشتت ضوئي في الغلاف الجوي للأرض، إذ تتشتت الأطوال الموجية الزرقاء ويُسمح للأطوال الحمراء بالعبور، وهي ظاهرة بصرية لا علاقة لها بالخصائص الجوهرية للقمر، وتُعرف ظاهرة اقتران البدر بنقطة الحضيض (Perigee) بـ“القمر العملاق” (Super moon)، وتتخذ تسميات موسمية تقليدية، مثل “قمر الحصاد العملاق” (أيلول، تشرين الأول)، و”قمر القندس” (تشرين الثاني)، و”القمر البارد” (كانون الأول)،
وبحسب د. العصيري فان ظاهرة القمر العملاق تحدث 3 إلى 4 مرات سنويًا في العادة، والسبب هو اختلاف طول الشهر القمري (29.5 يوماً) عن الفترة المدارية الكاملة للقمر حول الأرض (27.5 يومًا).
وقد سُجلت حالات نادرة تزامن فيها القمر العملاق مع الكسوف الكلي للقمر، فتحدث ما تُعرف بظاهرة “القمر العملاق الدامي”، إذ يُلقي ظل الأرض على القمر لوناً نحاسياً أحمر من تشتت الضوء في الغلاف الجوي، آخر هذه الأحداث كان في أيار 2022، وستتكرر الظاهرة في تشرين الأول 2032.